|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أجعل التأديب يضيء مثل الصباح، وأجعله يسطع إلى بعيد [32]. أفيض التعليم مثل نبوة، وأتركه خلفي للأجيال الآتية [33]. v "ستدخل إلى جيل آبائك" [19]. أظن أنه يتكلم عن الخاطئ الذي يعرف الله حسب ما سَلَّمه له آبائه، لكنه لم يكتسب شيئًا إضافيًّا بفكره، ولا أضاف إلى معرفته للحق بنفسه. يقول: "أيها الرب أنت قريب"، وفي نفس الوقت لديه فكرة عظيمة عنك بكونك موجودًا في أجيال آبائه. بينما يسلك بكسلٍ، وروحه تنشغل بالأرضيات والجسديات، التي تترنَّح في الثروات والترف، وفكره مشحون باهتمامات الحياة، لذلك "لا يعاين النور" [انظر 19]. إذ يعهدون بقيادتهم إلى مُعَلِّمين عميان، يحرمون أنفسهم من بركة النور. يحمل هذا القول: "يدخل إلى جيل آبائه"، نفس المعنى. هذا يُقَال بالنسبة للذين يجتازون حياة شريرة، ومن تعاليم صادرة من آبائهم، ولكنهم مُتغرِّبون عن التقوى، ليس فقط ستعاقبهم، بل تطرد واضعي التعاليم الفاسدة. هذا ما يقصده بالقول: "يدخل إلى جيل آبائه". ليس فقط ذاك الذي له أفكار ملومة عن الله، بل والذي يقود الآخرين إلى هذا الدمار. هكذا هم الذين يتقبَّلون هذا الشر من آبائهم السابقين، والتي تقوّى خلال الاستمرار فيه بعادات لمدة طويلة، وتوجد صعوبة في تنقيتها. "لا يعاين النور"، إذ يُرسَلون إلى الظلمة الخارجية، حيث البكاء وصرير الأسنان (مت 8: 12). هذا يحل بهم حسب حكم الله العادل، إذ أبغضوا النور في هذه الحياة، لأنهم صنعوا شرًا. "إذ كان الإنسان في كرامة ولم يفهم، صار يُقارَن بالبهائم البليدة، ويشبهها". يا له من تقرير بغيض! الإنسان؟ هذا الذي وضعتَه قليلًا عن الملائكة" (عب 2: 7)، والذي يقول عنه سليمان: "الإنسان شيء عظيم، الإنسان الذي يُرثَى له مُكرَّم" (أم 20: 6) LXX. إنه يُقارَن بالبهائم البليدة، ويصير مثلها"، لأنه لا يدرك كرامته، وينحني لشهوات الجسد. القديس باسيليوس الكبير |
|