رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
v "إنه لا يملك أن يؤدي إلى الله كفَّارة عن نفسه، أو قيمة فدية نفسه، (حتى لو كدَّ إلى الأبد)" (مز 48: 7-8) LXX. إذن لا تسأل أخاك فدية عنك، بل اسأل ذاك الذي يفوق طبيعتك، فهو ليس إنسانًا مُجَرَّدًا، بل الله المتأنس يسوع المسيح؛ الذي وحده قادر أن يُقَدِّم فدية لله (الآب) عنَّا جميعًا. لأن الله قَدَّمَه كفارة بالإيمان بدمه (رو 3: 25). كان موسى أخًا لإسرائيل، ولم يكن قادرًا على خلاصه. الآن هل يمكن لأي إنسانٍ عادي أن يُخَلِّص؟ لذلك تعلن العبارة: "لا يقدر أخ أن يُخَلِّص؟" وعبارة أخرى في جدية يستفهم: "هل الإنسان يُخَلِّص؟" (مز 48: 7) LXX. لم يُحَرِّر موسى شعبه من الخطية، إنما سأل الله الإعفاء من العقوبة عن الخطية. على أي الأحوال، لم يكن قادرًا أن يفدي نفسه عندما أخطأ. فإنه بعد أن صنع عجائب كثيرة عظيمة وآيات رآها، نطق بهذه الكلمات التي تُعَبِّر عن الشك: "اسمعوا أيها المُتمرِّدون المرتابون: أمن هذه الصخرة يمكننا أن نخرج لكم ماءً؟!" (راجع عد 20: 10). لهذا، من أجل هذه الكلمات قال الرب لموسى وهرون: "من أجل أنكما لم تؤمنا بي حتى تُقَدِّساني أمام أعين بني إسرائيل، لذلك لا تُدخلان هذه الجماعة إلى الأرض التي أعطيتهم إيَّاها" (عد 20: 12)، لذلك لم يُقَدِّم لله فدية عن نفسه. بالحقيقة ماذا يقدر الإنسان أن يجد شيئًا عظيمًا كافيَا ليُقَدِّمَه فدية عن نفسه؟ لكن وُجِدَ شيء واحد يستحق أن يُقَدَّم عن كل الناس معًا. هذا قُدِّم كثمنٍ لفداء نفوسنا، دم ربنا يسوع المسيح المقدس والمُكَرَّم جدًا، الذي سفكه من أجلنا جميعًا، لذا فنحن اُشترينا بثمنٍ عظيمٍ (1 بط 2: 22). إن كان الأخ لا يُخَلِّص، فهل يقدر إنسان أن يَخلُص؟ لكن إن كان الأخ لا يقدر أن يُخَلِّصنا، إذن فإن الذي خَلَّصنا ليس إنسانًا. لهذا لا تظنُّوا لأنه حلَّ بيننا "في شكل جسدنا الخاطئ" (رو 8: 3)، أن ربَّنا إنسان مُجَرَّد، عاجزين عن إدراك قوة لاهوته، هذا الذي ليس في حاجة أن يُقَدِّمَ فدية عن نفسه، ولا أن يفدي نفسه، لأنه "لم يفعل خطية، ولا وُجِدَ في فمه مكر" (1 بط 2: 22). ليس أحد فيه كفاية أن يُخَلِّصَ نفسه، ما لم يأتِ ذاك الذي يزيل سبي البشر لا بفديات، ولا بعطايا كما هو مكتوب في إشعياء (52: 3)، وإنما بدمه. وإن كنا لسنا إخوته، إذ صرنا أعداء بعصياننا، فإن ذاك الذي ليس إنسانًا مُجَرَّدًا وإنما هو الله، بعد الحرية التي وهبنا إيَّاها دعانا إخوته. إنه يقول: "أُخْبِر باسمك إخوتي" (مز 22:22؛ عب 2: 12)، ذاك الذي يُخَلِّصنا، إن فحصتم طبيعته، فهو ليس أخًا ولا إنسانًا، إنما إن فحصتم تنازُله إلينا بالنعمة يدعونا إخوته، ينزل إلى طبيعتنا البشرية ذاك الذي لا يعطي الله فدية عن نفسه، إنما عن العالم كله. إنه ليس في حاجة إلى فدية، هو نفسه كفَّارة. "لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شرٍّ ولا دنس قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السماوات، الذي ليس له اضطرار كل يومٍ مثل رؤساء الكهنة أن يُقَدِّم ذبائح أولًا عن خطايا نفسه، ثم عن خطايا الشعب" (عب 7: 26-27). عندئذ يقول: "وعمل (حتى ولو كدَّ) إلى الأبد أو عاش إلى النهاية" (راجع مز 49: 8-9). فإن وجود (الفادي) بذاته، وقدرته، وطبيعته المثابرة تعمل بكدِّ في هذه الحياة، وعندما تعب من الرحلة جلس عند البئر (يو 4: 5). القديس باسيليوس الكبير |
|