رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تبسط الحكمة يديها، وتدعو الجميع كي تحتضنهم وتلتصق بهم، وتسكب من بهائها وخيراتها عليهم. تُشبِع احتياجاتهم الداخلية، إذ تقول لهم: "أنا أم الحب والمخافة والمعرفة والرجاء المقدس. وبكوني أبدية أُعطي كل أولادي الذين لقبوا بواسطة الربّ" [18] يُصوِّر ابن سيراخ في هذه القصيدة الحكمة كعطية الله ويشخصنها. تكشف عن ذاتها وإمكانياتها، فيتعرَّف عليها البشر بالإيمان ويقتنونها، فيتشبَّهون بالسمائيين، ويتمتعون بإمكانيات إلهية لخلاصهم. يتناغم هذا الأصحاح مع (أمثال 8: 22-31)، وسفر الحكمة 6، حيث يشخصن الحكمة، بكونها صادرة من فم العليّ لتُغَطِّي الأرض [3]. ففي بدء الخليقة كان روح الله يرف على وجه المياه، فخلق العالم وأبدع بخلقة الإنسان على صورة الله ومثاله (تك 1: 2، 27). أما وقد فسدت الطبيعة البشرية، نزل "حكمة الله" وتجسد ليرُد هذه الصورة (2 كو 5: 17)، تتمتع بشركة الطبيعة الإلهية (2 بط 1: 4). حديث الحكمة هنا ينطبق على حكمة الله ربّ المجد يسوع واهب الحكمة الحقيقية، لنصير أيقونته الحية حيث ننتهي جميعنا إلى إنسانٍ كاملٍ، إلى قياس قامة ملء المسيح (أف 4: 13). أ. "إني خرجت من فم الله" [3]؛ "من عند الله خرجت" (يو 16: 27؛ 17: 8). ب. كالبخار غطيت الأرض" [3]؛ هكذا أحب الله العالم... لكي لا يهلك كل من يؤمن به" (يو 3: 16). ج. "نصبت خيمتي في الأعالي" [4]؛ "أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق" (يو 8: 23). د. "التمست موضع راحة" [7]؛ "أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه" (مت 8: 20). ه. "جعلت راحتي في المدينة وسلطنتي في أورشليم" [11]؛ "ملكوت الله في داخلكم" (لو 17: 21)، أي في قلب المؤمن مسكن الله. و. "أنا كالكرمة أنبت النعمة، وأثماري ثمار مجد وغنى" [17[؛ "أنا الكرمة وأنتم الأغصان، الذي يثبت فيّ وأنا فيه، يأتي بثمرٍ كثيرٍ" (يو 15: 5). ز. "ذكري أحلى من العسل" [20]؛ "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين... نيري هَيِّن (حلو)" (مت 11: 30). ح. "الذين يأكلونني سيجوعون أكثر" [21]؛ "أنا هو الخبز الحيّ الذي نزل من السماء" (يو 6: 51). |
|