![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تاريخ العماد بالماء: العماد هو وريث تاريخ شعب الله كلّه وتاريخ الخلاص كلّه. ماء عمادنا هو ماء الخلق. هو غنيّ بكل الأحداث الرمزيّة التي مرّ بها في حقبات الكتاب المقدّس المتعاقبة. وهو يحمل لنا معناها وقوّتها. وطقوسنا مليئة بذلك. - ماء أجران عمادنا - هو – الماء – الأم للخليقة الأولى حيث كان يرفّ روح الله ذاته لكي ينعشه. الماء والروح مذّاك. - هو ماء الطوفان الذي يغرق خطئية عالم يجب أن يتطهّر وان يخلّص في الوقت عينه البشريّة الجديدة. - هو ماء الينبوع المنبجس في عدن لكي يسقي الفردوس الأرضي ويُخصب الأرض في اقطارها الأربعة. - هو الماء المميت الذي ابتلع فرعون وجيشه، الرامز إلى قوى الشرّ– والماء المحيي الذي يفتح للشعب المبارك "العبور" – الفصح – نحو الحياة والحريّة: موت وحياة، صليب وقيامة. - هو الماء الحيّ النابع من الصخرة لكي يمنع الشعب من الموت عطشاً في الصحراء، "وهذه الصخرة هي المسيح". - هو ماء الأردن والمرور به يقود إلى أرض الميعاد. - هو أيضاً ماء الأردن حيث نزل المخلّص لينقل إلى كل مياه العالم عطر الوهيته: ماء السماء المفتوحة فوق رأس المسيح المعمّد، ماء محبّة الآب الذي سوف يصرخ من الآن فصاعداً فوق كل أجران العماد: "هذا هو أبني الحبيب، به وضعت سروري"، بينما الروح القدس يحلّ فيه، نفحة المياه الأولى والخليقة الجديدة. - وهو أخيراً الماء الخارج من جنب المصلوب المطعون، يوم عماد يسوع والعالم، بدمه. من هنا تفجّرَ ينبوع كلّ الأسرار ولا سيّما السرّين الأساسيين: العماد والأفخارستيا. يقول رتزنغر: التعزيم الأساسي هو التغطيس في عنصر الموت. ها نحن هنا أخيراً مع "مادة" السر. الماء هو رمز الموت: في الكتاب المقدّس، البحر هو مسكن لأوتيان، عدوّ الله. أنّه يعبّر عن الفوضى، عن عداوة الله وعن الموت. الخلاص هو انتصار على المياه السفلى. يقول كتاب الرؤيا وهو يفكّر بهذا الرمز، انّه في الأرض الجديدة، "لن يكون هناك بحر"(21 /1) يملك الله وحده بينما غلب الموت الى الأبد. وهكذا بامكان ماء العماد ان يمثّل سر صليب المسيح وأن يعيد إختبارات الموت والخلاص الكبرى الموجودة في العهد القديم، ولا سيما عبور البحر الأحمر العجائبي. هذه الإختبارات تبشّر هكذا بالصليب الذي ترى فيه المركز الخفي لكل تاريخ الخلاص. هكذا نرى انّ التوبه تمرّ بموت وانّ الطريق والحق ومغامرة الحبّ تمرّ بالبحر الأحمر وأنّ ارض الميعاد لا تُبلغ الاّ من خلال آلام وموت مَن هو الحق. فالعماد هو إذًا اكثر من إغتسال وتطهير، وان كان هذا المعنى متضمّناً في رمز الماء. العماد بإسم يسوع المصلوب يتطلّب أكثر مما يقدر الغسل البسيط ان يحقّق. ابن الله الوحيد مات وقام. وحدها قوّة البحر المقلقة، وحده عمقه اللججي يتناسب وعظمة ما قد حصل" (رتنغر). |
![]() |
|