بعد أن سبق الرب وأخبر تلاميذه “عما سيحدث له … ابن الإنسان يُسلَّم إلى أيدي رؤساء الكهنة … ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم” (مر 10: 32 – 34)، عند ذلك سأل ابنا زبدي “أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك” (مر 10: 37)، وهو طلبُ مُلكٍ، ولذلك قال لهما يسوع: “لستما تعلمان ماذا تطلبان”، وهنا يجيء السؤال الحاسم: “أتستطيعان أن تشربا من الكأس التي أشربها أنا؟ وأن تعتمد (تصطبغا) بالمعمودية (بالصبغة) التي أعتمد بها أنا؟”.
الصبغة أو المعمودية آتية، ولكن السؤال: ما هي علاقة هذا بمعمودية الرب في الأردن؟ والجواب هو أن تتم هذه المعمودية بإرادة الرب نفسه؛ لأن الأولى هي استعلان الثالوث، والثانية هي الموت، وهي الصلب، ثم القيامة، هي الصبغة التي سوف تصبغ حياة الرب، هي صبغة الثالوث في الصلب لأن المصلوب هو “ابني الحبيب الذي به سررت”، وهي صبغة يقدَّم فيها يسوع الذي مُسِحَ بالروح القدس، وبه يقدِّم جسده قربان للآب حسب شهادة العبرانيين (عب 9: 14).