رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في تفسير طقس المعمودية 1 ـ يبدأ الكاهن بتمجيد اللّه تعالى قبل كل عمل لأنه هو الرب الأول (أش 41: 4) وهو الألف والياء والبداية والنهاية (رؤ 1: 8و11 و21: 6) والأول والآخر (أش 44: 6 و48: 12، ورؤ 2: 8 و22: 13) «قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون» (أش 43: 10). 2 ـ وأما قول الشماس لتسكب علينا النعم، يعني بذلك أيها الأول والآخر اسكب علينا نعمك ومراحمك نحن الذين قد تقدمنا أمام قدسك لننال منك النعم التي هي عتق عبدك هذا المعتمد من ثقل نير الرق والعبودية التي استولت عليه بواسطة معصية آدم، واجعله حملاً وديعاً في حظيرتك. 3 ـ يصلي الكاهن صلوة الابتداء رافعاً إياها إلى اللّه الآب كي يؤهّله لتكميل هذه الخدمة المقدسة الروحانية التي اؤتمن عليها (مت 28: 19) ويمنح النجاة والخلاص لتلك النفس التي تقدمت إلى التطهير بالماء والروح (يو 3: 5 وتي 3: 5و6) والميلاد الثاني (1بط 1: 23) فيعتقها من الأباطيل العالمية لتنال السعادة والحظوة معه تعالى. 4 ـ تقرأ المزامير والتراتيل والصلوات شكراً للّه تعالى وتمجيداً لاسمه القدوس وإعجاباً بأعماله الخطيرة العجيبة التي تفوق كل عقل تذكاراً لقوته وجبروته السامي واعترافاً بفضله العظيم على بني آدم الذين خالفوا وصاياه وتمرّدوا عليه وهو لكثرة حنوه ومراحمه لم يتركهم شاردين مبعدين عنه تعالى بل أرسل ابنه الوحيد وخلصهم ورفع عنهم ذاك النير الثقيل الذي وضعه إبليس عليهم وأعاد لهم النعم التي تفوق كل وصف. 5 ـ يصلّي الكاهن متضرعاً إلى اللّه تعالى أن يبارك ذلك المعتمد وينير عيني عقله كي يعرف أباطيل هذا العالم ويطرح عنه أعمال الخطية المميتة ويتحذر ألا يقترب منها. 6 ـ يتلو الكاهن ـ الحوساي ـ وهي عبارة عن تضرعات وابتهالات إلى الباري عزّ وجلّ كي يعتق ذاك المعتمد من أباطيل العالم وظلام الخطية التي استحوذت عليه منذ تصوره في البطن (مز 51) ويمنحه تعالى نعمة التبرير ويجعله طاهراً نقياً بعيداً عن الفساد، بعد أن كان ابناً للشيطان والهلاك وأسيراً للأباطيل العالمية. ويسكب عليه مواهبه الفائقة ليس لأجل بر فعله بل «متبرّرين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح» (رو 3: 24) ويساعده كي يموت عن الخطية (رو 6: 2) ويحيا للّه بالمسيح يسوع ربنا (رو 6: 11) ويمنحه تلك الهبة الإلهية بأن يجعله ابناً له بالنعمة «إذ لم يأخذ روح العبودية للخوف بل أخذ روح التبني الذي يصرخ يا أبا الآب . والروح نفسه أيضاً يشهد له بأنه ابن للّه» (رو 8: 15و16 ويو 1: 12). 7 ـ تقرأ الرسالة ليفهم الحاضرون عظم السر وسمو فعله في تجديد أولاد آدم. 8 ـ أما مناداة الشماس قبل الإنجيل بالخوف والهدوء الخ، فيحثّ بها المؤمنين الحاضرين أن يستعدوا مطهرين ضمائرهم وعقولهم بسماع بشارة الحيوة. 9 ـ يقرأ الإنجيل (ومعناه بشارة مفرحة) لتقديس المعمودية لأن كل شيء يتقدس بكلمة اللّه والصلاة (1تي 4: 5) وليثير في قلوب الحاضرين اضطرام نار الغيرة على حفظ قول الإنجيل القائل: «إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يدخل ملكوت اللّه» (يو 3: 5). 10 ـ وأما ختم الكاهن المعتمد بدون دهن المسحة، فهو استعداد لقبول المسحة المقدسة حيث بها يذكر الكاهن الآب والابن والروح القدس ويطلب العون من العلي لطرد الأرواح الشريرة بواسطة علامة سيدنا يسوع المسيح. 11 ـ وأما قوريليسون، التي يقولها الشماس فهي كلمة يونانية معناها يا رب ارحم. 12 ـ وأما اتجاء الكاهن نحو الغرب وتلاوته صلوة طرد الأرواح الشيطانية بقوة رشم الصليب المقدس على المعتمد، فلأنه نحو الغرب تصير نهاية النهار وحلول الظلام فيمثل لنا الأعمال المظلمة بالشيطان فيتّجه الكاهن نحو الغرب ليطردها بقوة الصلوة وعلامة الصليب المقدس حتى تهرب من المعتمد، سائلاً ألا تقترب إليه ثانية طالما هو حي، ويؤيد هذا علامتنا النحرير مار سويريوس يعقوب البرطلي في كتاب الكنوز (الكنوز ركن 2 ف26). 13 ـ واتجاه المعتمد نحو الشرق آنئذ كأنه يوجه بذلك أفكاره إلى النور الأزلي يسوع المسيح طالباً إليه أن يساعده لكي يقى على الشيطان عدوه، وليرشده إلى طريق الحياة. 14 ـ ثم يتّجه المعتمد نحو الجهة الغربية ويكفر بالشيطان ويشير بذلك إلى أن الجهة الغربية هي جهة الظلام كما أسلفنا وأن الجهات المظلمة هي رمز إلى مسكن الشياطين وجنود الشر كقول مار موسى ابن كيفا: «إن جهة الغرب هي مظلمة واتجاهه نحو الغرب يشير به إلى أنه كفر بالشيطان وأعماله المظلمة» (تفسيره للمعمودية). 15 ـ وأما اتجاهه نحو الشرق واعترافه بالمسيح فيشير كقول موسى ابن كيفا إلى أن الجهة الشرقية هي الجهة النيرة لأنها مصدر النور وأنه بذلك يتجه نحو المسيح النور الحقيقي (يو 1: 4 و8: 12) وأما اعترافه بالمسيح فيدل على شدة فرحه في قبول الإيمان بالسيد المسيح. 16 ـ ومسحه جبهته بدهن المسحة المقدسة بشكل صليب، يشير إلى أنه تقلّد وسام السيد المسيح أي علامة الصليب الذي هو فخر جميع المؤمنين (غلا 6: 14) كي لا يقترب منه الشيطان عندما يشاهده حاملاً هذه العلامة المقدسة. كما أُمر بنو اسرائيل أن يفعلوا عند إهلاك الرب أبكار المصريين إذ وسموا عتبات بيوتهم بدم الخروف فلم يقترب منهم المهلك (خر 12: 7). 17 ـ ومن تقليد الكنيسة أن يمزج الكاهن بالماء الحار ماءً بارداً وليحذر في أثناء مزج الماء أن يجعله معتدلاً من الحرارة والبرودة بما يتناسب وفصل السنة وليجعل يمينه فوق شماله شبه صليب في أثناء سكبه الماء في جرن المعمودية تالياً هذه الصلوة تاركاً يمينه فوق شماله قائلاً: مزج وشركا امزج اللهم هذا الماء واجعله أن يكون حشاء روحياً يلد أولاداً أطهاراً. 18 ـ وأما نفخ الكاهن في وجه المعتمد فيشير أولاً: إلى فعل السيد المسيح حين نفخ في وجوه تلاميذه قائلاً لهم: «واقبلوا الروح القدس» (يو 20: 22). ثانياً: إلى تلك النفخة التي نفهخا اللّه في أنف آدم حين برأه (تك 2: 7) وبما أن المعمودية هي جبلة ثانية، ينفخ الكاهن بوجه المعتمد لكي يمنحه اللّه روح التجديد والتطهير كقول ابن كيفا (تفسيره للمعمودية). 19 ـ ينفخ الكاهن في الماء ثلاث مرات طارداً منه الأرواح الشريرة بقوة اللّه وعلامة الصليب زاجراً إياها كي تهرب منه. وذلك يشير إلى طرد السيد المسيح الروح النجس من ذلك الإنسان إذ قال «اخرج من الإنسان أيها الروح النجس» (مر 5: 8). 20 ـ وسكب الميرون في الماء على هيئة صليب، يشير إلى نزول الكلمة إلى الأرض واحتماله آلام الصليب. والميرون المقدس على الماء يشير إلى روح اللّه حين كان يرف على وجه المياه في بدء الخليقة (تك 1: 2) (ابن العبري الأشعة م 7 ب 3 ف1). 21 ـ جرن المعمودية يشير إلى قبر المسيح لأن الذي ينزل إلى جرن المعمودية ليقبر مع المسيح كقول الرسول بولس: «أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته» (رو 6: 3). 22 ـ ونزع ثياب المعتمد يشير أولاً إلى خلع الإنسان العتيق (أف 4: 22 و2كو 5: 17). ثانياً: إلى التحرر من سبي الشيطان لآن الذي يهرب من السبي يهرب عرياناً. ثالثاً: وبواسطة خلع هذا الرداء الحقير يشير إلى خلع الأعمال الدنيئة والتطهير بالمعمودية (موسى ابن كيفا). 23 ـ ينزل الكاهن المعتمد في جرن المعمودية واضعاً يده اليمنى على رأسه. ذلك يشير إلى يوحنا المعمدان الذي وضع يده على رأس مخلصنا حين عمّده في نهر الأردن (مت 3: 16). وغطسه ثلاث مرات أو سكب الماء على رأسه ثلاثاً يشير إلى موت المسيح ذي الأيام الثلاثة (كو 2: 12) وإصعاده من الماء يشير أولاً: إلى قيامة السيد المسيح كقول الرسول: «لأنه إن كنا قد صرنا متّحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته» (رو 6: 5) (موسى ابن كيفا). ثانياً إلى ولادة جديدة من الماء والروح (يو 3: 5). 24 ـ إن مسح الكاهن المعتمد بالميرون المقدس: يشير كقول مار موسى ابن كيفا، أولاً: إلى منح المعتمد رائحة ذكية للّه كقول الرسول بولس: «إننا رائحة المسيح الزكية للّه» (2كو 2: 15). ثانياً: إلى منحه الروح القدس. ثالثاً: إلى أنه علامة السيد المسيح التي بها يميز عن الغريب. وهكذا فإن الكاهن يمسح جبهته لتخاف منه الشياطين كما حدث في مصر إذ لم يقترب المهلك من بيوت الإسرائيليين لأنها كانت موسومة بدم الخروف (خر 12: 7)، وحواسه لتبتعد عن الخطية، وقلبه لئلا يكون مسكناً للأفكار الشريرة وكل أعضائه كي تكون له سلاح البر كقول الرسول. 25 ـ والرداء الأبيض الذي يلبسه المعتمد بعد العماد يشير أولاً: إلى حلّة المجد الطاهرة (ابن العبري الأشعة م 7 ب3 ف1). ثانياً: اللون الأبيض يشير إلى النقاوة والطهارة فيلبسه المعتمد كأنه لبس الإنسان الجديد كقول بولس الرسول: «وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب اللّه في البر وقداسة الحق»(أفس 4: 24). ثالثاً: الرداء الأبيض هو ثوب النعمة والتبرير، ثوب السرور الموضوع أمامه (عب 12: 2) ويشهد لقولنا هذا قديسنا العظيم مار أفرام السرياني في أحد مداريشه إذ قال هوذا الخراف القديمة مسرعة لتقبيل الخراف الجديدة التي أضيفت. فإن البيض لبسوا ثياباً بيضاً وصاروا بيضاً قلباً وقالباً. هكذا صارت أجسادكم كثيابكم (من صلاة ليلة عيد الدنح). 26 ـ الإكليل والزنار اللذان يوضعان للمعتمد، يشيران إلى العتق والغلبة لأن العماد أعتقه من الشيطان (مار سويريوس يعقوب البرطلي الكنوز ركن 2 ف 36). 27 ـ وإدخاله أمام مائدة الحياة يشير إلى الدنو من شجرة الحياة (ابن العبري الأشعة م7 ب 3 ف 1). 28 ـ ومناولة الكاهن المعتمد تشير إلى اتحاده بالسيد المسيح وصيرورته عضواً من أعضائه وغصناً في كرمته، وقد ذبح له العجل المسمّن لأنه كان ميتاً فعاش (لو 15: 24)، (سويريوس البرطلي الكنوز ركن2 ف 36). 29 ـ وكتابة اسم المعتمد تشير أولاً: إلى أنه كتب وأحصي مع الذين عتقوا من الشيطان والخطية. ثانياً: إلى أنه كتب مع القديسين في كنيسة الأبكار السماوية. وكتابة اسم الإشبين تشير إلى أنه مرشد (موسى ابن كيفا). 30 ـ والشموع التي تضاء أثناء العماد، تشير إلى انتقاله من ظلام الجهل والخطية إلى نور معرفة اللّه والأعمال الصالحة والنور السماوي (موسى ابن كيفا). |
|