التمتع بالاستنارة الروحية.
فى طقسنا المعاصر، قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد أو الفصح المسيحى، يُقرأ الإنجيل الخاص بتفتيح عينى الأعمى فى أحد التناصير، الأحد السابق لأحد الشعانين. وكأن العماد المقدس فى حقيقته تفتيح لبصيرتنا الداخلية لمعاينة أسرار الحب الإلهى، فنقبل دخول المسيح نور العالم إلى أورشليمنا الداخلية لكى ننعم به بسرّ الفصح الحقيقى كسر استنارة يمس حياتنا الشخصية. على ضوء هذا نفهم كلمات الرسول فى (عب6: 4 – 6). أن “الذين استنيروا مرة”، أى الذين نالوا سرّ العماد، وسقطوا لا يمكن تجديدهم مرة أخرى، أى لا تُعاد معموديتهم، لأن المسيح يسوع قد صلب مرة واحدة ولا تكرار للمعمودية. لهذا السبب دُعى عيد عماد السيد المسيح بعيد الأنوار، ولنفس السبب اعتاد المعمدون قديماً أن يحملوا الشموع أو السرّج أو المشاعل بعد خروجهم من الجرن مباشرة.
يقول القديس يوستين: [يسمى هذا الاغتسال – أى المعمودية – استنارة، لأن الذين يتعلمون هذه الأمور تستنير أفهامهم ].