رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف استعاد الإنسان بنوته لله؟ جاء فى نهاية نسب ربنا يسوع المسيح: “… بن أنوش بن شيث بن ادم ابن الله” (لو3: 23 – 38). لقد فقد آدم هذه النعمة، فكيف قدُمت لنا من جديد؟ بصعود السيد المسيح إلى السماوات. أرسل إلينا روحه القدس الذى يأخذ مما له ويخبرنا (يو16: 14). ما الذى يأخذه الروح القدس ويقدمه لنا؟ إنه يأخذ أعمال السيد المسيح الخلاصية ويقدمها لنا، ففى مياه المعمودية يدخل بنا الروح القدس إلى الدفن مع المسيح والقيامة أيضاً معه، فنخرج من المعمودية أعضاء جسد المسيح القائم من الأموات الذى لا يشيخ ولا يقدم بل ينمو على الدوام بغير انقطاع متمتعاً بالحياة الجديدة. بهذا يتحقق اتحادنا مع السيد المسيح فننعم بالبنوة لله، إذ نصير خلال الابن الوحيد الجنس أبناء معه بالتبنى، أى ليس حسب الطبيعة، وإنما خلال النعمة المجانية. هذا ما قصده الرسول بقوله: “لا بأعمالٍ فى برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس” (تى3: 5)، “مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حىّ بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ فى السماوات لأجلكم” (1بط1: 3 – 4). وما قصده السيد المسيح نفسه فى حديثه مع نيقوديموس: “الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يُولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يو3: 5). ولم يستطع نيقوديموس معلم إسرائيل أن يفهم، لأنه لم يكن بعد قد أدرك أن يسوع هذا الذى يحدثه إنما يضم المؤمنين به إلى نفسه فى المعمودية بالروح القدس (يو3: 9 – 21)، حتى يهبهم حياته المُقامة كعطية الميلاد الروحى الجديد. |
|