الحكمة المكتومة والكنز الدفين أية منفعة فيهما؟ [30]
v الذين يستطيعون التعليم بتأثير عظيم إلا أنهم يبتعدون بسبب التواضع المُفرِط، ينبغي أن يتعلَّموا بأن يستدلوا من التفكير في الأمور الصغيرة كم يخطئون كثيرًا في حق المهام الأكبر والأعظم. لذلك إن كانوا يخفون الأموال التي لديهم عن الإخوة المعوزين، فإنهم دون شك يبثّون فيهم الكآبة والحزن. ليتفكَّروا كم هم متورطون في ذنبٍ عظيم، لأنهم يحجبون كلمة التعليم عن الإخوة الخطاة، يحجبون دواء الحياة عن نفوسٍ سائرة إلى الموت. لذلك بالحق يقول الحكيم: "الحكمة المكتومة والكنز المدفون أية منفعة فيهما" (راجع سي 20: 32). إن حلَّت مجاعة تفني شعبًا، وأخفي الشعب قمحه، فهؤلاء بلا شكٍ هم دعاة للموت ومبشرون به. وعليه ليفتكر الذين لا يتقدَّمون لخدمة خبز النعمة التي قد أُنْعِمَ بها لهم عندما تهلك النفوس من العطش للكلمة المقدسة، فكم يكون هول العقاب. لذلك قيل أيضًا بالحق على لسان سليمان: "محتقر الحنطة يلعنه الشعب" (أم 11:26) الذي يخبئ الحنطة يحتكر لنفسه كلمات التعليم المقدس. إن مثل هذا الإنسان تصيبه اللعنة، لأنه بسبب خطيئة الصمت يستحق عقاب كل الذين كان يمكن أن يسلكوا في الصواب بسببه.
البابا غريغوريوس (الكبير)
الإنسان الذي يكتم حماقته خير من الإنسان الذي يكتم حكمته [31].
ليكتم الإنسان حماقته بصمته، فهو أفضل من الذي يكتم حكمته.