|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
vلا تخشى إذا اغتنى إنسان، إذا زاد مجد بيته" (مز 48: 16) LXX.. هذا الإعلان ضروري لسكان العالم، سواء للأرضيين earthborn أو لبني البشر، للأغنياء كما للفقراء أيضًا. "لا تخف عندما يغتني إنسان"، يقول: عندما ترى الظالم صار غنيًّا والبار فقيرًا، لا تخف على نفسك. لا يفزع ذهنك، كما لو كانت عناية الله لا تتطلَّع إلى الشئون البشرية، أو أن السهر الإلهي يمتدُّ إلى بعض الأماكن، وليس إلى كل الأرض، لكي يرعى شئوننا. إن كانت توجد عناية إلهية، لكانت تمتد إلى كل إنسانٍ بما يناسبه. فالأبرار الذين يفهمون كيف يستخدمون الثروة يصيرون أغنياء، والأشرار الذين يستخدمون الثروة كأداة لشرِّهم يلزم أن يكونوا فقراء. الآن، حيث يوجد كثيرون في الأمم وبين الأرضيين الذين لهم مثل هذه المفاهيم، وبسبب التناقض الواضح في توزيع الثروات للحياة، يظنُّون أن العالم ليس من عمل العناية الإلهية. يُوَجِّه الكتاب المقدس حديثه إليهم، لكي يُهَدِّئ من انفعالاتهم غير السليمة في البداية عينها. يدعوهم أن ينصتوا إلى التعاليم. بالتأكيد، تشير على وجه الخصوص فقط إلى الشخص الفقير، عندما تقول: "لا تخشى إذا اغتنى إنسان". هؤلاء على وجه الخصوص يحتاجون إلى تعزية، ألا يرتعدوا أمام أصحاب السلطان. إذ تقول إن الإنسان الغني ليس لديه ميزات عند موته، إذ لا يستطيع أن يأخذ ثروته معه. على أي الأحوال، إنه يحسب أن كل ما يقتنيه هو التمتُّع بها، إذ تظن نفسه أنها سعيدة في هذه الحياة بواسطة المُتملِّقين له. أما عند موته فلا يأخذ كل تلك المقتنيات. تقول: إنه يأخذ فقط الثوب الذي يستر به عاره، وهذا كما يبدو أفضل ما يُقَدِّمه له أهل بيته عندما يُغَطُّونه. يلزمه أن يكون راضيًا أن ينال قطعة أرض صغيرة يُقَدِّمونها له إذ يحنو عليه الذين يدفنونه، يقدمونها إليه من أجل تكريم الطبيعة البشرية بوجه عام، وليس كامتيازٍ خاصٍ به، بل لتكريم البشرية. إذن لا تضطربوا من أجل الأمور الحاضرة، إنما انتظروا تلك الحياة المُطوَّبة. فإنكم سترون أن ما يحلّ بالبار من فقرٍ وإهانة وحرمان من الترف، إنما هو لصالحه. لا تضطربوا الآن، من جهة ما تحسبونه خيرات، أنها توزّع كما بطريقة غير عادلة. ستسمعون كيف سيُقَال لغنيٍ ما. "إنك استوفيت خيراتك في حياتك" (لو 16: 25). أما للفقير فقد حَلَّت به بلايا في هذه الحياة، لذلك فالأخير يتعزَّى والأول يتعذَّب. "وسيحمدك إذا أحسنت إليه" (مز 48: 18) LXX. بالنسبة للإنسان الأرضي وذاك الذي يظن أن الخيرات هي الميزات التي في هذه الحياة من ثروة وصحة وسلطة خاصة به. بالحقيقة مثل هذا الإنسان يحمد الله عندما ينفرد بأمورٍ حسنة، ولكن في الظروف الخطيرة ينطق باللعنات... هكذا أيضًا بالنسبة للاتهامات التي وَجَّهها الشيطان ضد أيوب (أي 1: 9)، وهي أن أيوب لم يكرِّم الله مجانًا، إنما نال مكافأة عن تقواه: الغِنَى وكل بقية الممتلكات. لذلك لكي يبرهن على فضيلته سحب الله كل ما لديه لكي يكون شكر الإنسان نحو الله مشرقًا خلال كل شيء. القديس باسيليوس الكبير |
|