رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تحذير ابعدوا عن المنابر! عماد الدين أديب أسوأ ما يمكن أن يحدث للدعاة الأفاضل أن تتحول منابرهم المحترمة إلى أبواق لمعارك صراعات السياسة والدين الدائرة هذه الأيام. جاء فى التقارير الصحفية عن أداء الدعاة فى خطبة عيد الأضحى أنه لأول مرة فى تاريخ خطب الأعياد حدث شقاق وخلاف سياسى اتخذ شكل الخطاب الدينى حول موضوع الدولة المدنية والدولة الدينية. وجاءت تفصيلات هذه الخلافات على أفواه الدعاة الذين انقسموا ما بين مؤيد لدور ونشاط وأفكار الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور وحرصها ودفاعها لتطبيق الشريعة، وبين الفصيل الآخر الذى يريد حماية الدستور من التطرف والغلو وتحويله من وثيقة قانونية مدنية إلى وثيقة سياسية دينية. هذا الانقسام فى المنابر هو انعكاس لعدة أشكال من الانقسامات الحالية بين الفصائل: 1- خلافات داخلية فى قلب الحزب الواحد. 2- خلافات بين الحزب والآخر داخل التيار الواحد. 3- خلافات بين التيارات المؤتلفة ضد تيارات أخرى تجمعت ضدها. إذن نحن أمام حالة خلاف رأسى وأفقى، فى داخل التنظيم وخارجه، وداخل التيار وخارجه. هذا الانقسام والتشرذم والتفتيت يشكل خطراً شديداً على مستقبل الحياة السياسية فى مصر. الصراع السياسى فى ظل قواعد القانون وتحت سقف الأعراف الديمقراطية والتى يتم إدارتها بشكل سلمى وقانونى هو ما تسعى إليه أى تجربة ديمقراطية. أما صراع التناحر والتخوين والصراخ الهستيرى واستخدام الدين بالباطل من أجل الاغتيال السياسى والمعنوى للخصوم هو أبعد ما يكون عن روح الإسلام السمحاء، وأكبر إساءة لمقاصد الفقه والتشريع. منبر المسجد هو موضع طاهر يعتليه كبار العلماء من أجل نشر روح التسامح وبث رسالة الإسلام فى التقارب والتعارف والتعاون والتضامن والتكافل الاجتماعى والتحابب الإنسانى. منبر المسجد، مثله مثل منبر الكنيسة، مثل أى بيت من بيوت الله هو نقطة التقاء وتجمع وليس نقطة صراع وتشرذم. لذلك كله يتعين علينا أن ننأى بمنابر الدعوة عن الزج بها فى عملية الصراع السياسى الأعمى الدائر فى المجتمع الآن. إن تطور الجدل الدعوى على منابر مساجدنا قد يتطور إلى انقسام المصلين فى ذات المسجد أو تحول المساجد إلى مساجد مؤيدة للدستور وأخرى معارضة له، أو أخرى مع عودة الدورى العام، أو تلك الرافضة لانضمام شيكابالا أو أبوتريكة للمنتخب القومى!! الوطن |
|