v أَعْيننا لا ترى (القمر) في كمال حجمه على الدوام. الآن يُمَثّل كمال القرص المستدير، وعندما ينقص ويقل يظهر القصور في جانب واحد. وعندما يزداد من هلالٍ إلى بدرٍ يُظلم من جانب واحد. وعندما يكون شاحبًا يختفي الجانب الآخر. الآن ليس بدون سبب سرِّي يجعل الخالق الإلهي للمسكونة القمر يظهر من وقتٍ إلى آخر بأشكالٍ مختلفةٍ. إنه مثل مبهر لطبيعتنا. ليس شيء مستقر في الإنسان. هنا يقوم الإنسان من العدم إلى الكمال... وفجأة يخضع إلى تدهور تدريجي ويتحطَّم بالنقص المستمر. هكذا النظر إلى القمر يجعلنا نفكر في سرعة تقلبات الأمور البشرية، فيعلمنا ألاَّ نتكبَّر بخيرات هذه الحياة، ولا نتمجَّد بسلطاننا، ولا يغرينا الغِنَى الزائل، إنما نحتقر جسدنا الخاضع للتغيير ونهتم بالنفس لأن صلاحها غير مُتغيِّر.