v "وإن لم تسمعوا ذلك، فإن نفسي تبكي في أماكن مستترة من أجل الكبرياء". أو "وإن لم تسمعوا بطريقة مستترة، فإن نفوسكم سوف تبكي أمام الشدة" (راجع إر 13: 16-17). إن من بين الذين يسمعون، يوجد من يسمعون بطريقة مستترة، ويوجد من لا يسمعون بطريقة مستترة. فما هو إذًا السمع بطريقة مستترة إلا ما تقوله الآية: "بل نتكلم بحكمة الله في سرّ. الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا" (1 كو 2: 7) وفي موضعٍ آخر يُقَال: "أكثر أعمال الرب في الخفاء" (راجع سي 16: 19). فعندما أسمع الناموس، إما أسمعه بطريقة مستترة أو لا أسمعه بطريقة مستترة؛ فاليهودي مثلًا لا يسمعه بطريقة مستترة؛ ولهذا فهو يختتن بطريقة ظاهرية، غير عالم أن "اليهودي في الظاهر ليس هو يهوديًا، ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم ختانًا" (رو 2: 28)، أما الذي يسمع ويفهم الختان بطريقة مستترة فسوف يكون مختتنًا في الخفاء. وإذا كان اليهود قد قتلوا السيد المسيح قديمًا، وهم مسئولون حتى يومنا هذا عن موته، فإن هذا حدث لأنهم لم يسمعوا الناموس ولا الأنبياء بطريقة مستترة.