الحياة والموت أمام البشر،
فما يختاره الإنسان يُعطَى له [17]. اقتبس بيلاجيوس Pelagiusهاتين العبارتين بين عبارات أخرى من الكتاب المقدس ليُبَرِّر إصراره على أن كل شيء في حياة الإنسان يحكمه إرادته، متجاهلًا نعمة الله.
v كل شيءٍ سبق أن أشرنا إليه، أي الصالح والشرير، محويان في العبارتين. لأن مُقترح لنا السماء وجهنم، المسيح والشيطان، العلو والعمق. بنعمة الله جعل هذه في إمكانية كل واحدٍ منا أن يختار وأن يبسط يديه إلى ما يريده.
المسيح له السلطة على الاستقامة والطريق الضيق، أما الشيطان فيقترح الطريق المفتوح على مداه والواسع. الأول يدعو الإنسان إلى السماء، والأخير يُحَرِّك الإنسان نحو جهنم. واحد يرفع الإنسان إلى العلو، والآخر يضغط عليه إلى أسفل إلى الأعماق. الشيطان يُظهِر عذوبة باطلة لكي يجذب الإنسان إلى المرارة الحقيقية. المسيح يدعوه إلى مصاعب قليلة كي يقوده إلى تطويب ممتد. إن فتحنا عيوننا الجسدية وحدها يخدعنا الطريق المُتَّسِع والمفتوح على مداه، ولكن إن أصغينا إلى بصيرة قلوبنا، فالطريق الضيق والصعب يجعلنا في أمانٍ.
الأب قيصريوس أسقف آرل