* "لأجل هذا أحببت وصاياك أفضل من الذهب والياقوت"...
للنعمة هذا الهدف، أن الوصايا التي لم يكن ممكنًا تنفيذها بالخوف تتم بالحب... لهذا فهي أفضل من الذهب والياقوت. قيل في مزمورٍ آخر: "أشهي من الذهب والحجارة الثمينة الكثيرة" مز10:19. لأن الياقوت يُحسب حجرًا ثمينًا للغاية.
لكنهم إذ لم يفهموا النعمة الخفية التي في العهد القديم بدى لهم كأنه شرير (حز33:34-35؛ 2كو13:3-15) (هذا عني به عندما كانوا عاجزين عن التطلع وجه موسى)، حيث كانوا يودون طاعة وصايا الله من أجل المكافأة الأرضية والجسدية، لكنهم لم يستطيعوا طاعتها، لأنهم لم يحبوها... وذلك عندما لم تكن الوصايا أعمالًا صادرة عن إرادتهم بل ثقلًا غير مرغوبٍ فيه. لكن عندما صارت الوصايا محبوبة لأجل ذاتها أفضل من الذهب والحجارة الثمينة جدًا، صارت كل مكافأة أرضية تقارن بالوصايا تحسب رديئة. ولم يعد شيئ من كل أمور الإنسان الأخري الصالحة تقارن بهذا الصلاح الذي به يصير الإنسان نفسه صالحًا.
القديس أغسطينوس