عندما تشتِم، فأنت الذي تُشتَم. أغلب الناس يعرفون هذا جزئيًا، عندما يقولون الواحد للآخر: "هلم نبتعد، لا تهين نفسك". لماذا؟ لأن الفارق كبير بينك وبينه. فإنك إذ تشتمه كثيرًا، يحسب هذا رصيدًا له. ليتنا نضع هذا في كل الحالات، ونرتفع فوق الشتائم. سأخبرك كيف هذا.
هل يليق بنا الدخول في نزاع مع من يرتدي الأرجوان. لنحسب إننا إذ نشتمه إنما نشتم أنفسنا، إذ نتأهَّل أن نكون في خزي. أخبرني ماذا تعني بهذا؟ عندما تكون مواطنًا للسماء ولك الفلسفة العلوية، هل تهين نفسك مع ذاك الذي يفكر في الأرضيات؟ (في 3: 19) فإنه وإن كان يملك ثروات لا حصر لها، وبالرغم من أن له سلطان، مع هذا لا يعرف الصالح الذي في هذه الأمور. لا تشتم نفسك بشتيمتك له... كرِّم نفسك لا إياه. ألا يوجد مثل هذا: أن من يكرَّم إنما يكرم نفسه. بسبب صالح، فإن من يكرم لا يكرم الغير بل نفسه. اسمع ما يقوله الحكيم: "مَجِّد نفسك بالكرامة من ذلك المصدر" (راجع سي 10: 28).