في العهد الجديد قال القديس يوحنا المعمدان عن نفسه إنه صديق العريس (يو 3: 29)، الذي فرح وهو يرى الكثيرين التفُّوا حول السيد المسيح، بكونهم العروس المقدسة بالرب. كان دور صديق العريس عند اليهود هامًا لا يمكن الاستغناء عنه، وكان يُعفَى من بعض الالتزامات الدينية ليتفرَّغ لمساعدة المتزوجين حديثًا خاصة في السبعة أيام الأولى للزواج. أما عمله قبل الزواج فهو أن يهتم بالمخطوبة ويحرسها ويُقَدِّم شهادة للعريس عنها؛ كما يقوم بحلقة الصلة بينهما، فيحمل رسائل كل منهما للآخر، حيث لم يكن يسمح للمخطوبة أن تفارق البيت. أما بعد الزواج فيقوم بتعزيز شخصية العروس، ينام في شقة مجاورة لمسكن العروسين ليمنع حدوث أية أذية للعروس. وألا يسمح لأحد الطرفين أن يخدع الآخر، كما كان من واجبه فحص طهارة العروس، فمتى تأكد من ذلك تهلل وفرح. ولعل هذا ما قصده القديس يوحنا بقوله: "إذا فرحي هذا قد كمل" (يو 3: 29). يقوم بتقديم الهدايا القادمة للعروسين، وأخيرًا يساهم في الاحتفال المُبهِج للزواج لمدة سبعة أيام. بعد هذا الاحتفال يصير صديق العريس أشبه بالمُدافِع عن العروس (2 كو 11: 2)، ويقوم بحل أية مشاكل تقوم بينهما.