رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من القلب القلب ربما كنا نتوقع أن يكون الملك داود مستاءً ومغتاظاً أقصى حدٌ, لأن أعداءه كانوا يتآمرون لخلعه عن العرش. ومع ذلك شهد في المزمور الثاني والستين بأن نفسه واثقةٌ وهادئة أمامهُ. فكيف تأتي ذلك لداود في خضم مثل هذا الإضطراب؟ نجد مفتاحاً في الآية الثامنة, وأنا قد اكتشفت ذلك بنفسي . كُنت قد عدتُ من توي البيت, متعبةً وحيدةً أكاد أفقد صوابي. وإذ بدأت أسكب بلاياي أمام الله, توقفتُ فجأةً وقلت: سامحني, أيها الرب السماوي, فأنا أعاملك كما لو كنتَ مرشداً نفسياً. ولكن تدفق مني شلال الكلام, ثم تلاه الإعتذار المخيبُ عينه. وبعدئذٍ همس لي روح الله في أعماق كياني: بلى, انا مرشدكِ العظيم! صحيحٌ طبعاً! أفليس هو, خالقُ كياني الطبيعي والروحي, من خلق ايضاً الجزء العاطفي مني؟ فكم هو منطقيٌ إذاً أن أبسط كل مشاعري التعسة! ومن ثم جاءني إرشاده المعزي المشجع المقوم, وقد خدمني به ببراعةٍ فائقة روحُه القدُوس من خلال كلمته المقدسة. لم تتبخر مشكلاتي. ولكني, شأني شأنُ داود, استطعتُ أن أستريح في الله وحده. وهكذا عادَ إلي السلامُ والسكون. فلا تتردد أبداً في سكب قلبك أمام الله. وفي يوم ضيقك ستجد أن الصلاة هي أقصر طريق بين قلبك وقلب الله. بل إنك لا بد أن تختبر أن الله نفسه هو ملجأك الحصين ومخبأك الأمين. يفيض الله في قلوبنا سلامه حين نسكب قلوبنا قدامه. |
|