أحنِ كتفك تحتها واحملها،
ولا تغضب من قيودها [25].
أقبل إليها بكل نفسك،
واحفظ طرقها بكل قوّتك [26].
اقتناء الحكمة يتطلَّب منا ضبط النفس والتنازل عن الميول الطبيعية للإنسان مثل رغبته الجامحة إلى الكلام ورغبته كذلك في التسلُّط والتقدُّم على الآخرين والمباهاة، ومن ثم من أراد اقتناء الحكمة فعليه التنازل عن كل ذلك. ربما كان ذلك بالنسبة له في البداية مثل نيرٍ ثقيلٍ، عليه أن يحمله بفرحٍ وصمتٍ، ولن يلبث طويلا حتى يجده خفيفًا مُفرِحًا. ولعل ابن سيراخ كان ماثلا قدامه يوسف الصديق كمثل حي في هذا الصدد وهو من الرجال الحكماء في الكتاب المقدس وفي الأدب، وحيث ارتبطت فيه النبوة بالحكمة ولم يحصل على الموهبتين إلا بعد تمحيص وتجربة ونيرٍ ثقيلٍ (تك 37: 28)؛ مز 105: 16-22).
v يجب على العقلاء ألا يصغوا إلى كل صنوف الأحاديث، بل إلى النافع منها الذي يقود إلى فهم إرادة الله. إذ إرادته هي الطريق الذي يعود بالناس إلى الحياة والنور الأبدي مرة أخرى.
القديس أنطونيوس الكبير