بعد أن تحدَّث في الأصحاح الخامس عن الجوانب السلبية التي تُفسِد القلب وعن ضبط النفس حتى لا يخطئ الإنسان في الأمور الكبيرة والصغيرة، تحدث هنا عن الصديق الأمين والصداقة الإلهية.
لا نجد في أسفار الكتاب المقدس من تعرَّض للصداقة أكثر مما ورد في سفر ابن سيراخ. اعتبر البعض أن السفر في مجمله هو حديث عن الصداقة مع الله والناس. تحدث مباشرة عنها في (سي 6: 1-17؛ 9: 10-16؛ 19: 13-17؛ 22: 19-26؛ 27: 16-21؛ 37: 1-6).
قدَّم لنا مجموعات من النصائح العملية لتدعيم الصداقة، كما أَكَّد على الحاجة إلى قيام صداقة مع الله. هذا وقيام الصداقة الأصيلة تتناغم مع الحكمة الإلهية التي لا تعزل المؤمن عن إخوته، بل تهبه اتِّساع القلب إن أمكن لكل البشر، الذين رقدوا والأحياء والأجيال القادمة، هذه الصداقة لا تقوم على مُجرَّد ارتباط جسدي بل على الحب والصلاة والعمل لأجل بنيان البشرية وتمُّتعها بالحياة المقدسة في الربّ. يليق أن يوجد حب حقيقي مُشترَك بين الصديقين مع ثقة متبادلة وعلاقة شخصية.