كان تلاميذ ابن سيراخ يؤمنون بالله، لكنه كان يخشى عليهم أن يفسد عدو الخير إيمانهم، لذلك اهتم بالحديث عن الغطرسة كمرضٍ يتسلَّل إلى قلب الإنسان وفكره، فيُفقِده روح التواضع مع الناس كما مع الله.
إذ يتحدَّث ابن سيراخ إلى تلاميذه الشباب الذين يعدّهم ليكونوا كتبة، لهم دورهم في حياة المجتمع، يعلم أن الكبرياء يتسلَّل بسهولة بين بعض الشباب بسبب إحساسهم بالحيوية والقوة مع تقدُّمهم العلمي والثقافي عن الأجيال السابقة، وعن إخوتهم في الجيل الحاضر، فيبالغون في شعورهم بالثقة في النفس. فعوض أن تدفعهم الثقة في النفس للعمل بجديةٍ وبأسلوبٍ إيجابيٍ لتقدُّم المجتمع، يسخرون داخليًا بالغير خاصة من كان ينتمون إلى الجيل القديم.