v لا تطلب ما يتعذر عليك، ولا تبحث فيما يتجاوز قدرتك [20]. لا يعني هذا أن هذه الأمور ممنوعة علينا، إذ يقول السيد: "ليس مكتوم لن يُستعلَن، ولا خفي لن يُعرَف" (مت 10: 26). لكننا إن كنا نستمر في الطريق الذي تعهدناه كما يخبرنا الرسول، فالله ليس فقط يعلن لنا ما لا نعرفه ويجب علينا أن نعرفه، بل ويعلن أي شيء نهتم أن نعرفه (في 3: 15).
الطريق الذي نتعهَّده هو طريق الإيمان. ليتنا نحفظه بدون تردُّد. ليدخل بنا إلى أسرار الملك الذي تختفي فيه كل كنوز الحكمة والمعرفة (كو 2: 3)...
يليق بنا أن نسير في تقدُّمٍ ونموٍ حتى تتأهَّل قلوبنا وتتقبَّل ما نحن عاجزين عن قبوله الآن. وإذا وجدنا اليوم الأخير قد تقدمنا بما فيه الكفاية، عندئذ سنتعلم ما لا نستطيع هنا أن نعرفه.