![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يا بني، إن أقبلتَ لتخدم الرب، فأعدد نفسك للتجربة [1]. وردت كلمة ابن (أو طفل) teknon 36 مرة في هذا السفر. "يا بني": يحسب سيراخ مدرسته عائلة لها دورها في حياة المجتمع. فيدعو تلاميذه "أبناءه"، تارة بصيغة الجمع علامة الوحدة بين التلاميذ وبعضهم البعض، وعلاقته بهم كأبٍ، وتارة يتحدَّث بصيغة المفرد: "يا بنيّ" لإبراز الجانب الشخصي لكل واحدٍ منهم. يود سيراخ أن يسلك بروح الله الذي يتعامل مع الجماعة سواء القادة أو الشعب بكون الجميع شعب الله موضوع حبه ورعايته الخاصة. وفي نفس الوقت يرى في كل ابنٍ أنه عضو خاص له مكانته الخاصة في قلب أبيه. يقدم سيراخ فكرتين متكاملتين هما: أن الحكمة تبرز في خدمة الربّ، وأيضًا يستحيل بلوغ الحكمة بدون طول الأناة في التجارب. هاتان الفكرتان لا تفارقا فكر سيراخ. يلزم مناقشة موضوع "التجارب" في حياة الشباب، إذ يليق بالشاب أن يتعلَّم في شيءٍ من التفصيل ليس فقط عن البركات الموعود بها للذين يجاهدون أن يرضوا الربّ، وإنما أن يعرف أيضًا أن التجارب ترافقه أثناء جهاده. يلزم أن يعرف مقدمًا ما يمكن أن يحلّ به. هذا ما أَكَّده يعقوب الرسول في رسالته: "ها نحن نطوب الصابرين، قد سمعتم بصبر أيوب، ورأيتم عاقبة الرب، لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف" (يع 5: 11)، مشيرًا إلى ما حلّ بأيوب البار. بعد أن ربط الحكيم بين الحكمة والطاعة للوصية الإلهية والتمتُّع بمخافة الرب، يؤكد لنا أن طريق حكمة الله يُعرِّضنا للتجارب. حقًا إن تكلفة الطريق متاعب كثيرة، لكنها تقدم معها بركات فائقة (4: 17-18؛ 6: 24-31). |
![]() |
|