يُقَدِّم لنا إشعياء النبي السبع عطايا الروحية المعروفة. إنه يبدأ بالحكمة وينتهي بمخافة الرب، وكأنه ينزل من الأعالي إلى مستوانا نحن. يفعل هذا ليُعَلِّمنا أن نتسلَّق صاعدين مرة أخرى. هكذا يبدأ من حيث ما نريد بلوغه (الحكمة)، ويبلغ إلى نقطة البداية. يقول: "يحلّ عليه روح الرب: روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة والتقوى روح مخافة الرب" (إش 11: 2). لذلك نزل من الحكمة إلى المخافة، لا للانزلاق إلى خلف، وإنما لكي يُعَلِّمنا أن نتسلَّق من المخافة ونصعد إلى الحكمة. نفعل ذلك لكي نتقدَّم، "لأن مخافة الرب هي بدء الحكمة."
القديس أغسطينوس