رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سؤال: لماذا يوجد أحيانا نوع من كآبة القلب والندامة في مخافة الرب تحل على النفس دون مجهودٍ كبيرٍ، ويتم تلقائيًا، وفي مرات أخرى يوجد في النفس نوع من البلادة، حتى إن غصب الإنسان نفسه، لا يستطيع أن يشعر بأية ندامة للقلب؟ الإجابة: مثل هذه الندامة هي عطية من الله حيث تثير الرغبة، فتتذوَّق النفس عذوبة مثل هذه الندامة التي تُثَار، فتتبنَّاها (تتبنَّى النعمة الموهوبة لها). أو لتُبَرْهِن أن النفس قادرة خلال الغيرة الشديدة أن تكون في ندامة دائمة. بهذا فإن من يفقد هذه النعمة خلال تراخيه ليس له عذر. لكننا أحيانا نغصب أنفسنا (على الندامة)، مع هذا نعجز عن اقتنائها، كدليلٍ على إهمالنا السابق في دفعاتٍ أخرى. فإنه يستحيل أن ينجح الإنسان في عملٍ بمُجرَّد أن يأتي إليه دون أن يعطيه عناية شديدة مع تدريبٍ باجتهادٍ مع آخرين، ويظهر أن نفسه تشمئز من الرذائل والأهواء التي تعوق ممارسة ما هو لائق. وبحسب التعليم الذي نطق به الرسول القائل: "أما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية، لأني لست أعرف ما أفعله. إذ لست أفعل ما أريده، بل ما أبغضه فإياه أفعل" (رو 7: 14-15). أيضًا يقول: "لست بعد أفعل ذلك أنا، بل الخطية الساكنة فيَّ" (رو 7: 17). يسمح الله أن يحدث هذا عينه معنا بهدفٍ صالحٍ، حتى أن النفس بواسطة الأمور التي تعاني منها لاإراديًا، تدرك الأمور التي تسطو عليها، وإذ تتعرَّف على الطرق التي بها صارت مُستعبَدة للخطية بغير إرادتها (رو 6: 20) تصحو من جديدٍ، وتتحفَّظ من شباك إبليس (1 تي 3: 7؛ 6: 9)، كما تكتشف أن رحمة الله تحث على مساندة أولئك الذين بحقٍ يتوبون. القديس باسيليوس الكبير |
|