يستهل متى انجيله بموضوع نسب يسوع، لكنه سرعان ما يأتي بموضوعه الأساس: الاعتراف بيسوع مسيحا، مرتكزا في سر يسوع وشخصيته كانسان اله. ولهذا فحال انتهاء النسب عند يوسف يضيف متى، أن لا دور ليوسف في ولادة يسوع. كما أننا لا نجد لدى متى أي ذكر ليوحنا المعمدان على الإطلاق (كما لدى لوقا). التركيز كل التركيز على يسوع الذي هو تحقيق مواعيد العهد القديم. ولا يقول متى أن يوسف “ولد” يسوع. بل هو رجل مريم التي ولدت يسوع الذي يدعى المسيح. يريد متى أن يفهمنا أن يسوع ليس ابن يوسف على المستوى الطبيعي، بل على المستوى الشرعي (تبنى يوسف الولد)، وهكذا كان يسوع ابن داود. هذا النص ليس تعليما عقائديا، هو تعبير من متى عن إيمانه المسيحي. المهم أن نكتشف مركز اهتمامه أي الحبل البتولي. يستخدم متى أسلوبه الخاص في الجواب على الصعوبات، هكذا يجعل يوسف أول شاهد للولادة البتولية. هو يدافع عن ولادة يسوع البتولية (من عند الله) بواسطة هذه القصة التي يؤلفها هو. ويضع فيها بعدا كنسيا أيضا: فهو يغير النص اليوناني من اشعيا: “… وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل (اش 7/ 14)، ويكتب: “… وتلد ابنا ويدعونه” (متى 1/ 23): سوف يدعونه كذلك، من؟ المؤمنون أي الكنيسة المسيحية. فالشخص المهم هو يسوع والكنيسة المسيحية (نحن). هذا النص هو فرصة جميلة لإعلان البشرى المسيحية: الله الأمين يحقق في يسوع (وفي من يدعونه عمانوئيل) جميع مواعيده (بركة لجميع عشائر الأرض تك 12/ 3 وملكوت سلام لا انقضاء له، لأنه “معنا الله”).