رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ تشير عبارة " لم يَكُنْ هو النُّور" إلى نور يُوحَنَّا المَعْمَدان الصّادر من نور المسيح الذي له النُّور في ذاته، ويهبه لغيره: " يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِيًا إلى العَالَم " (يُوحَنَّا 1: 9)، حيث صرّح يسوع بقوله "أَنا نُورُ العَالَم مَن يَتبَعْني لا يَمْشِ في الظَّلام بل يكونُ له نورُ الحَياة" (يُوحَنَّا 8: 12)، وفي موضع آخر يقول "جِئتُ أَنا إلى العَالَم نورًا فكُلُّ مَن آمَنَ بي لا يَبْقَى في الظَّلام." (يُوحَنَّا 12: 46). المسيح هو النُّور الأزليّ، النُّور الذي لا زمنَ له، والذي ظهرَ في الزَّمنِ، ظهرَ في جسدِه وخَفِيَ في طبيعتِه، النُّور الذي أحاطَ بالرُّعاةِ، وقادَ المَجُوسَ في الطَّريق. وحيث أن يسوع هو النُّور، الذي لا يعرف الظُلمة، والحياة التي لا تعرف المَوت، والمحبَّة الموجَّهة إلى كلّ شخص على وجه الأرض دون تمييز. يسوع يدعونا للسَّير في النُّور، والسّير في النُّور يعني مشاركة بعضنا البعض، كما يقول يُوحَنَّا الرَّسُول " وأمَّا إِذا سِرْنا في النُّور كما أَنَّه هو في النُّور فلَنا مُشارَكةٌ بعضُنا مع بَعض "(1 يُوحَنَّا 1: 7)، حيث لا مشاركة لله دون مشاركة لإخوتنا. أمَّا عبارة "جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور" فتشير إلى يُوحَنَّا المَعْمَدان الذي لا يدعو التَّلاميذ ليتبعوه، بل ليتبعوا يسوع، وإلى الإيمان به حيث ظنَّ بعض التَّلاميذ أنَّ يُوحَنَّا هو المسيح. وفي الواقع، يُوحَنَّا هو الشَّاهد للنُّور، ليس النُّور، هو الشَّاهد للمسيح، ليس المسيح نفسه، يُوحَنَّا رفيق العَريس، ليس العَريس (يُوحَنَّا 3: 29). ويُعلق القدس أوغسطينوس " هكذا كان يُوحَنَّا نورًا، لكنَّه لم يكن النُّور الحقيقي، لأنه لو لم يستنرْ لكان فيه ظلمة، لكنَّه بالاستنارة صار نورًا". |
|