رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الوصية واهبة القوة إذ يختبر المرتل النور بعد الظلمة والحياة المُقامة بعد الموت، يقول: "تعهدات فمي باركها يا رب، وأحكامك علمني" [108]. إذ غمرت المرتل نعمة الله، وأنارت الوصية حياته أراد تقديم ذبائح روحية مقبولة لدى الله، فقدم تعهدات الشكر والحمد لله تحت كل الظروف، ذبائح إرادته الحرة. ماذا يعني ب "تعهدات فمي" حسب النص القبطي، أو "ارتضى يا رب بطوعيات فمي" في الترجمة السبعينية، أو"ارتضى بكلمات فمي" في السريانية؟ إذ تمتع المرتل بالحياة المقامة تعهد أن يعيش بناموس المسيح، أو ناموس الحياة الجديدة، فيمارس الحياة الروحية بما تحمله من جوانب إيجابية كالحب والشركة مع الله وملائكته وقديسيه، وجوانب سلبية كالامتناع عن طرق الشر، هذا مع بعض التعهدات الأخرى، كأن يصمم إنسان على البتولية أو الحياة النسكية الخ. كل هذه التعهدات التي تتناغم مع الوصية الإلهية لا يقدر المؤمن أن يحققها ما لم تعمل الوصية فيه بكونها بركة الرب فيه، فيهبه الرب قوة للتنفيذ كما يعلمه أحكامه ويقوده بنفسه حتى لا ينحرف في تعهداته خارج دائرة الروح. بالإيمان الحي والثقة في إمكانية الله وخلال الحب المتقد فينا نتعهد أن نقدم حياتنا ذبيحة حب لله يوميًا، ولتعمل الوصية فينا فننال بركة الرب ونكون تحت قيادته. * "تعهدات فمي باركها يا رب؛ وأحكامك علمني"... بمعنى لتجعلها ترضيك؛ لا ترذلها بل وافق عليها. تُفهم تقدمات الإرادة الحرة التي للفم على أنها ذبائح الحمد، تُقدم في اعتراف الحب، وليس عن الخوف من الالتزام، كما قيل: "أقدم لك تقدمة الإرادة الحرة" مز6:5. القديس أغسطينوس * نطلق على الأعمال التي نود أن نمارسها بإرادتنا طواعية "تعهدات" فمنا. نذكر على سبيل المثال: "وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن" 1كو25:7، يقصد البتولية التي لم يصدر عنها وصية أو أمر لكنني أمارسها طوعًا، إذ اختار النصيب الصالح أو النصيب الأفضل (1كو38:7)؛ هذه اقبلها يا رب! هكذا في باقي أمور حياتنا نكتشف أننا نتمم بعض الأعمال كعبيدٍ يتلقون الأوامر، وننفذ الأخرى طوعًا. "وأحكامك علمني" [108]. يقول إنني أعرف جيدًا أن أحكامك بعيدة عن الفحص (رو33:11)، ومع هذا علمني إياها لكي إذ أتعلمها أقوم بتنفيذها، وأبتهج بأحكامك الصالحة. العلامة أوريجينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | الوصية واهبة البهجة |
مزمور 119 | الوصية واهبة الحياة |
مزمور 119 |الوصية واهبة الحياة |
إن الذي أعطى الوصية هو يعطي القوة لتنفيذها |
مزمور 18 - بالاتضاع يتقبل المؤمن نعمة الله واهبة الاستنارة |