![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الشهيد العظيم مرقوريوس أبى سيفين ظهور جسد القديس مرت السنون وانتهت عصور الإضطهاد وجسد القديس مرقوريوس في مكان خفي في مدينة قيسارية ، ونسى الكثيرون أن هناك قديس عظيم استشهد في هذه المدينة على أسم السيد المسيح ، ولما أرادت عناية الله أن تُظهر الجسد المبارك . اختارت أسرة وثنية غنية في المدينة لتحظى بهذا الشرف وقد كان لهذه الأسرة ابنة ترملت بعد أن أنجبت ابنة وحيدة.. وفي يوم ما وقد انتصف النهار وبينما السيدة الأرملة تجلس في بهو قصرها إذ تشعر أن الدنيا قد أظلمت والنور يخف شيئا فشيئا وأن عينيها قد كلتا عن البصر وأنها أصبحت لا ترى شيئا .. ولأنها امرأة بسيطة ظنت أن فقد بصرها يرجع إلى تقصيرها في عبادة آلهتها ، فطلبت من ابنتها أن تُحضر لها الصنم الذي تعبده وأخذت تبكي أمامه طالبة أن يرفع عنها هذه التجربة القاسية .. ولكن كلما ازدادت بكاءا كلما ازداد الوثن صمتا وجمودا ولم يستطع هذا البكاء والعويل أن يوقظ الإله الذهبي من سباته ، ولكنهما وصلا إلى مسامع والدها وكل الأسرة فجاءوا جميعا يشاركون بالبكاء في هذه الكارثة ، ويتعجبون أكثر أن عيني ابنتهم مع كونهما مفتوحتين لا تبصر .وجاء الأطباء واحتاروا في تفسير هذا المرض. لكن الله الذي ينظر إلى آمنتها واستقامة قلبها في عبادة الأوثان ، وحين أراد أن يخلصها من عبادة الأوثان المقيتة ، أرسل لها القديس مرقوريوس في رؤيا بشكل مُقدِم جند الملك وهو حامل بيده قضيبا من ذهب وبأعلاه صليب مضيء قائلاً لها : - لا تخافي أيتها المرأة فإنك ستنالين الشفاء بعد أن يُظهر الرب جسدي على يد ( فلان ) الرجل المسيحي الفقير الذي يعمل عندكم . وكان هناك عدد كبير من الأجراء يعملون في حقول هذه الأسرة ، وكان بينهم رجل مسيحي بار . وبينما هو نائم خارج قصر الأسرة بعد أن صلى إلى الله ، ظهر له الشهيد مرقوريوس وقال له : - هل تقبل أن تعمل عندي اليوم وأنا أدفع لك أجرة جزيلة ؟ فأجابه الرجل : - سيدي الأمير أرجو أن تغفر لي جرأتي.. فإني لم أتشرف بمعرفتك من قبل . فأجابه القديس: - أنا مرقوريوس أبي سيفين الذي استشهد على أسم المسيح على يد داكيوس الملك ، وجسدي الآن موجود بالغرب من مدينتكم ( قيسارية الكبادوك ) فاذهب في الغد إلى البيت المهدوم الموجود على "طريق الملك" واحفر في الحائط القبلي مقدار ذراع واحد فستجد جسدا ملفوفا بثوب ، أما الجسد فلونه أبيض كالثلج ذلك لأن السيد المسيح كان عن يميني ساعة استشهادي لذلك إبيض جسدي . وفي الصباح استيقظ الرجل مبهوتا وأسرع إلى حيث أرشده القديس وحفر كما قال له فاشتم رائحة بخور ذكية ، ولساعته أبصر الجسد المبارك ففرح جدا وتهلل ومجد الرب ثم احتضن الجسد وأخذ يقبله. وفي هذه اللحظة مر به ابن الرجل الغني صاحب الضيعة وكان ممتطيا حصانه فتوقف عند ذلك المنظر - رجل من عمال أبيه يحفر بجانب الجدار ويحتضن جسد رجل ميت - فقال له الشاب بغطرسة وكبرياء : ماذا تفعل هنا ولماذا تحفر بجوار حائطنا ؟ هل تعمل في ضيعتنا فتأخذ خبزنا ثم تُهمل عملك وتأتي هنا لتحمل عظام الأموات ؟..سأريك من نحن حتى تتأدب. وهم الشاب الغني أن ينزل عن حصانه ليضرب الرجل المسكين ، ففي تلك اللحظة تحرك جسد القديس مرقوريوس في الكفن فرجع الحصان إلى الخلف وتعلقت رجل الشاب في ركاب السرج وأصبح الحصان والرجل معلقا به في الهواء . وما كاد الرجل ينظر هذه الاعجوبة حتى صاح " مبارك الرب يسوع... سلام لك يا قديس مرقوريوس " وسرعان ما تجمع أهل المدينة يشاهدون هذا المنظر العجيب وجاء كبير العائلة ليشاهد ابنه معلقا في الهواء وجاءت معه ابنته الأرملة التي أصيبت بالعمى ، فدخل نور الإيمان قلوبهم فصاحوا " ارحمنا يا قديس الله مرقوريوس " ثم تقدمت الأرملة إلى جسد القديس باكية وصرخت : يا سيدي يسوع المسيح الذي سمعت من خدامي المسيحيين عنه أنه فتح عيني المولود أعمى أرحمني أنا أيضا وأنر عيني حتى نؤمن جميعا باسمك وحتى يعرف الجميع أن قديسك هذا مرقوريوس له مكانة كبيرة عندك . . وما كادت المرأة تتم هذه الأقوال بإيمان كبير حتى تساقط من أعينها ما يشبه القشور وللوقت عاد إليها بصرها وصاحت وهي سعيدة " لقد أبصرت " وهنا لم يتمالك والدها إلا أن يقول " آمنت بالسيد المسيح...إنني وأهل بيتي من المسيحيين... أيها العبيد أسرعوا وهاتوا أصنامي حتى أحطمها بنفسي أمام أهل المدينة. |
![]() |
|