رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السَّهر باتباع تحذيرات الرُّبّ يقدِّم لنا إنجيل مرقس في الفصل الثَّالث عشر بعض التَّحذيرات أيضًا للسهر انتظارًا لمجي المسيح: التَّحذير الأول: لا ننام " لِئَلاَّ يَأتيَ بَغتَةً فَيجِدَكُم نائمين (متى 13: 36). إن إنجيل هذا الأحد يُحذِّرنا من مرض بدأ يتفشى في حياتنا، مرض بدأ يتغلغل في عالمنا، ألا وهو أن نسير في الحياة ونحن نائمون، أن ننعس خلال حياتنا. لا نعي بما يدور حولنا، "فكَما كانَ النَّاسُ، في الأَيَّامِ التي تَقَدَّمَتِ الطَّوفان، يَأكُلونَ ويَشرَبونَ ويَتزَّوجونَ ويُزَوِّجونَ بَناتِهِم، إلى يَومَ دخَلَ نوحٌ السَّفينَة، 39 وما كانوا يَتَوَقَّعونَ شَيئًا، حتَّى جاءَ الطَّوفانُ فجَرَفهم أَجمَعين، (متى 24: 38-39). وما كانوا يتوقعون شيئًا، وما كانوا يُدركون شيئًا، وما كانوا يشعرون بشيء. إنَّ الشَّخص النَّائم لا يشعر بشيء. وينُهزم في المعارك بسبب غياب السّهر، لأنه لم يحرس الباب. ويوجه لنا النبي أشعيا في القراء الأولى (أشعيا 63: 16-64: 7) نداءً يُوقظنا من نومنا وغفلتنا، لئلا يتغلب علينا عدونا الشرير. التَّحذير الثَّاني: لا نرتبك بدعاوي مُضلِّلة أو تفسيرات باطلة لَمَا يحدث " إِيَّاكُم أَن يُضِلَّكم أَحَد. فسَوفَ يَأتي كثيرٌ مِنَ النَّاسِ مُنتَحِلينَ اسمي فيَقولون: أَنا هو! ويُضِلُّونَ أُناسًا كثيرين (متى 13: 5-6)؛ لقد صرّح يوسيفوس فلافيوس المؤرخ اليهودي أن مزوِّرين كثيرين وسحرة جذبوا إليهم كثيرين إلى البَرِّية يخدعونهم، فمنهم من جنّ، ومنهم من عاقبه فيلكس الوَالي الرُّوماني، ومن بينهم ذلك المصري الذي ذكره قائد الألف الأمير حين قال للرسول بولس:" أَفَلَستَ المِصرِيَّ الَّذي أَثارَ مُنذُ أَيَّامٍ أَربَعَةَ آلافِ فَتَّاك، وخَرَجَ بِهم إلى البَرِّيَّة؟ "(أعمال الرُّسل 21: 38). التَّحذير الثَّالث: لا نخشى الاضطهاد، رغم كل ما يمكن أن يقولوه أو يفعلوه بنا "فخُذوا حِذْرَكم. سَتُسلَمونَ إلى المَجالِسِ والمَجامِع، وتُجلَدون، وتَمثُلونَ أَمامَ الحُكَّامِ والمُلوكِ مِن أَجْلي شَهادةً لدَيْهِم" (متى 13: 9)؛ بل يجب أن نثبُت في الإيمان ولا نندهش من الاضطِّهاد: "يُبغِضُكم جَميعُ النَّاسِ مِن أَجلِ اسمي. والَّذي يَثبُتُ إلى النِّهاية، فَذاكَ الَّذي يَخلُص" (متى 13: 13). التَّحذير الرَّابع: لا نتحالف مع هذا العَالَم، وياء للأسف، كثيرٌ من النَّاس يهزؤون من الدّين علانيّة، كما جاء في رسالة يهوذا "سيَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ مُستَهزِئُونَ يَتبَعونَ شَهَواتِ كُفْرِهم "(يهوذا 1: 18)، هؤلاء لا يسهرون، وهم لا يفهمون أنّهم مدعوّون ليكونوا "غُرَباءً نُزَلاءً في الأَرض" (عبرانيين 11: 13)، وأنّ ممتلكاتهم الأرضيّة ما هي إلاّ حوادث عابرة في تاريخ وجودهم، وبالتَّالي هم لا يملكون شيئًا. وليس هناك من شكًّ في أنّ من يعيشون بهذه الطَّريقة لن يتمكّنوا من الاستعداد لمُلاقاة الرُّبّ عند مجيئه. |
|