الروح لا يخلق البلاغة والفصاحة في صلواتنا بل الاشتياق لله. والنفس قد تكون متألمة بسبب تجربة تَلِم(1) بها ويقف صاحب التجربة ليصلي، ويعطيه الروح أن يضع كل ثقته في الله الذي يحبه بالرغم من التجربة، بل يقنعه أن التجربة هي طريقه للسماء، ويلتهب قلبه بالحب لله ولا يجد ما يعبر به نحو الله عن مشاعره، لا يجد كلمات تعبر عن هذه المشاعر، فيئن. والله يسمع هذه الأنات التي تعبر عن تجاوب النفس مع الروح القدس. الله يسمع هذه الأنات المقبولة (آية 27) كما سمع صراخ موسى دون أن يصرخ ودون أن يتكلم كلمة (خر15:14) وسمع صراخ إسمعيل في عطشه دون أن يفتح فاه (تك17:21) وسمع أنات أم صموئيل (1صم13:1)، والله يسمع أي يعرف من يتجاوب مع الروح القدس. وفي آية 27 نسمع “بحسب مشيئة الله” فعمل الروح القدس يجعل مشيئتي تتطابق مع مشيئة الله فأصلي من القلب قائلًا “لتكن مشيتك”.