وَكَذلِكَ الرُّوحُ أَيْضًا يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا، لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا. (رو26:8)
+++
لكي لا يخجل الرسول بولس أي تلميذ يسمع تعاليمه بسبب عدم المعرفة، أظهر أن المعلمين هم أيضا يشاركونهم في ذلك. ولهذا لم يقل “لا تعلمون”، بل قال “لسنا نعلم”. وكل ما لم يقله نتيجة تواضعه، ذكره بطريقة أخرى . لأنه في كل تضرعاته، صلى أن يرى روما، وهو لم يحقق هذا على الفور حين كان يصلي. ومن جهة الشوكة التي أعطيت له في الجسد، صلى مرات كثيرة أن تفارقه، ولم يتحقق هذا أبدا. وموسى في العهد القديم لم ينجح رغم صلاته أن يرى فلسطين، وإرميا ترجى من أجل اليهود، وابرام تشفع من أجل أهل سدوم. ” ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها”. هذا كلام غير واضح، لأن كثيرا من المعجزات التي حدثت قديما، قد توقفت الآن. ولهذا تحديدا، أجد أن هناك ضرورة أن أشرح الحالة التي كانت في السابق، وهكذا سيصير الحديث أكثر وضوحا فيما بعد . ما الحالة التي كانت في السابق؟ إن الله أعطى مواهب متنوعة لكل من نال المعمودية آنذاك، والتي سميت أرواحا، لأنه يقول: “وأرواح الأنبياء خاضعة للأنبياء. ومن هؤلاء واحد كانت لديه موهبة النبؤة، وتحدث عن أمور مستقبلية، وآخر كانت له موهبة حكمة وعلم غزير، وآخر لديه موهبة قوات، وإقامة أموات، وآخر موهبة تكلم بألسنة وتكلم بلغات متنوعة ، بالإضافة إلى كل هذه المواهب، كانت هناك “موهبة صلاة”، وهذه الموهبة دعيت أيضا روح، ومن له هذا الروح، كان يصلي لأجل كل الشعب.