رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل الصليب هو إعلان عن الحب الإلهى فقط أم هو أيضا إدانة للخطية الجواب يقول المزمور : " الرحمة والحق تلاقيا .العدل والسلام تلاثما . الحق من الأرض أشرق والعدل من السماء تطلع " ( مز 85 : 11،10 ) فكما أن الصليب هو إعلان عن محبة الله حسب قول السيد المسيح : " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو 16:3 ) . فإن الصليب هو أيضا إعلان عن قداسة الله الكاملة وعن عدالته المطلقة . كما هو مكتوب " بدون سفك دم لا تحصل مغفرة " ( عب 22:9 ) + فالغفران الإلهى هو غفران مدفوع الثمن . لأن الخطية والبر لا يتساويان عند الله ، ولكى يعلن الله بره الكامل وقداسته المطلقة فلابد أن يعلن غضبه على الخطية . كقول معلمنا بولس الرسول : " لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالاثم " ( رو 18:1 ) . ويقول أيضا معلمنا بولس الرسول : " مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى " ( عب 31:10 ) وقيل عن عمل السيد المسيح الفدائى وهو يوفى العدل الإلهى حقه المذكور فى سفر الرؤيا : " بالعدل يحكم ويحارب ... وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شىء ( رؤ 11:19 ، 15 ) إذا الله يغضب بسبب الخطية ، وهذا واضح تماما فى كتب العهد القديم وكتب العهد الجديد المقدسة . ولكن توجد موجة معاصرة وسط بعض أفراد الكنيسة ، نقلا عن لاهوتيين غربيين محدثين ، تدعى أن الله لا يغضب بسبب الخطية ، ولا يعاقب الخطاة على خطاياهم ، وتستبعد فكرة إيفاء العدل الإلهى حقه على الصليب . وتستنكر فكرة العقوبة فى حكم الموت الذى صدر ضد الانسان . وبهذا يبدأ تمييع فكرة الفداء وعقيدة الكفارة بما يؤدى إلى اهدار قيمة العقيدة المسيحية .....موضوع خطير إلى أبعد الحدود . غضب الله : + لا أحد يستطيع أن ينكر غضب الله بسبب الخطية ، بل لابد أن تعلن قداسة الله الكاملة كرافض للخطية والشر فى حياة الإنسان أى كرافض لخطية الإنسان . عدل الله فى محاسبته على الخطية معناه أن تظهر قداسة الله الكاملة بأن تنال الخطية قصاصا عادلا . حتى لو دفع الثمن من يحتمل خطية الإنسان عوضا عنه ، مانحا الخاطىء فرصة التوبة والحياة ، بعد أن يكتشف الخاطىء بشاعة الخطية ويكرهها قابلا محبة الله الشافية والغافرة التى يمنحها الروح القدس فى الأسرار . + كان الإنسان الضائع الذى سقط فى فخ إبليس ، وسقط تحت الغضب الإلهى يحتاج إلى من يخلصه ، كقول الرب : ( من يد الهاوية أفديهم . من الموت أخلصهم ) " هو 14:13" . وكان الأمر يحتاج أيضا إلى من يستحق سلطان الموت ويهزم طغيانه ، ويحتاج إلى من يستطيع أن يحرر المسبيين من البشر الأحياء أو الذين رقدوا على الرجاء ويخلصهم من أسر إبليس وينقذهم من الغضب الإلهى . + تحرير البشر من سلطان الشيطان : يتضح ذلك من كلام السيد المسيح لبولس الرسول حينما ظهر له وهو فى طريقه إلى دمشق وقال له : " قم وقف على رجليك لأنى لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادما وشاهدا . بما رأيت وبما سأظهر لك به منقذا إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم لتفتح عيونهم كى يرجعوا من ظلمات إلى نور ومن سلطان الشيطان إلى الله . حتى ينالوا بالايمان بى غفران الخطايا ونصيبا مع المقدسين " ( أع 26 : 16-18) . + إنقاذ البشر من غضب الله : + إن السيد المسيح احتمل الغضب ، وكان الألم الذى احتمله هو نتيجة الغضب المعلن ضد الخطية . إذا الغفران فى المسيحية ، ليس غفرانا بلا ثمن بل هو غفران مدفوع الثمن والذى دفع الثمن هو السيد المسيح بدافع محبته ، لكى يخجل الخطاة بهذا الحب العجيب .....فالأنسان يخجل من خطاياه التى تسببت فى آلام المخلص ، وفى احتماله التعبير وفى موته كما قال بفم " تعييرات معيريك وقعت على " ( مز 9:69 ) . إن الإنسان حينما ينظر إلى صليب الرب يسوع المسيح يقف مبهورا من محبته ، ومخزيا من كل خطية تسببت فى صلبه ، إنه يرى فى الصليب الحب بأجلى معانيه . ويرى أيضا العدل يأخذ مجراه . ويسمع كلمات الرسول منذرا إياه هو وغيره من المؤمنين : " قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى لله " 1كو 20:6 ) . أليست هذه هى ألأنشودة الرسولية " كى يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذى مات لأجلهم وقام " ( 2كو 5:5 ) . + إن الله لكى ينقذنا من نتائج خطايانا " أرسل ابنه كفارة لخطايانا " ( 1يو 10:4 ) . وأدان الخطية كقول معلمنا بولس الرسول : لله إذ أرسل ابنه فى شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية فى الجسد " ( رو 3:8 ) ... إدانة الخطية فى الجسد ، تعنى أن الخطية قد أدينت على الصليب . فالله " لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين " ( رو 32:8 ) الله لم يشفق على ابنه حينما حمل خطايانا فى جسده ، بل أعلن غضبه على الخطية بأن ترك ابنه الوحيد المتجسد يتألم ويموت عوضا عن الخطاة ، لكى تنال الخطية دينونة عادلة ، وهنا يتبرر الله كقدوس وكرافض للشر . إن الله يريد أن يعلن نقمته وغضبه ضد خطية الإنسان . فمن يقبل أن المسيح يحمل خطاياه عنه فإنه يرى بعينيه الخطية قد سمرت على الصليب . ويعلم بهذا أن خطاياه قد غفرت . يرى بعينيه الخطية وقد أدينت دينونة عادلة . وهكذا قال معلمنا بولس الرسول : " إذ محا الصك الذى علينا فى الفرائض الذى كان ضدا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرا إياه على الصليب " ( كو 14:2 ) . ويشرح القمص تادرس يعقوب هذه الآيه فيقول : ( ماذا يعنى تمزيق صك الدين الذى علينا الذى أعلنته فرائض الناموس إلا إيفاء الدين تماما بالصليب ) . وقد أشار القديس يوحنا ذهبى الفم إلى أهمية رفع الغضب الإلهى لإتمام المصالحة فقال : ( ولكى تعملوا أننا أخذنا الروح القدس كعطية تصالح الله معنا .... وأن الله لا يرسل نعمة الروح القدس إذا كان غاضبا منا . لكيما إذا اقتنعت بأن غياب الروح القدس هو دليل غضب الله ، تتأكد أن إرساله مرة أخرى هو دليل المصالحة لأنه لو لم تكن المصالحة قد تمت لما أرسل الله الروح القدس ) ( العظة الأولى عن عيد حلول الروح القدس ) فلماذا يميل البعض إلى رؤية الحب الألهى معلنا على الصليب ، ولا يميلون إلى رؤية الخطية مدانة فوق الصليب إننى أخشى أن يكون لدى بعض من هؤلاء تعاطف مع الخطية ، فيستثقلون إعلان غضب الله ضد الخطية الذى رأيناه فى الصليب !! فحينما يتكلمون عن الحب يرحرحون له ، ويرحبون به . وحينما يأتى الحديث عن إدانه الخطية وعن غضب الله بسبب الخطية فإنهم يتهربون من مواجهة هذه الحقيقة التى لا تريح أنفسهم أو لا تريح ضمائرهم . وإننا لنرى فى هذا عجبا ، لأن نفس الذين يرددون هذا المعنى قد وصل بهم المطاف إلى القول التالى فى مخاطبة السيد المسيح : ( الذى غلب من شهوته توقفه ذبيحتك بلا لوم أمام أبيك مقبولا ، والذى تعذرت توبته ألا تكفى ذبيحتك أن تكون له توبة وأنت ضمين ) .... فانظروا يا ذوى الألباب وافهوا ما هو القصد من هذه الحبكة الفكرية تجاهل العدل الإلهى والهروب من مواجهة فكرة العقوبة ، ثم الانحدار إلى هاوية إعلان قبول الله للخطاة بغير توبة . هذا المسلسل الرهيب الذى لو تركناه فسوف يؤدى إلى الاستخفاف بالخطيةوهلاك الرعية ..... وهنا نتذكر قول معلمنا بولس الرسول : " من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة . فكم عقابا أشر تظنون أنه يحسب مستحقا من داس ابن الله وحسب دم العهد الذى قدس به دنسا وازدرى بروح النعمة " ( عب 10: 29،28 ) . " فإننا نعرف الذى قال لى الانتقام أنا أجازى يقول الرب . وأيضا الرب يدين شعبه . مخيف هو الوقوع فى يدى الله الحى " ( عب 10: 31،30 ) . - وقوله أيضا " لذلك ونحن قابلون ملكوتا لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع وتقوى . لأن إلهنا نار آكلة " ( عب 12 : 29،28 ) . + ونحن اليوم حينما نقول : ( سامحنا يارب ) عندما نخطىء ، يقول لنا الرب : ( نعم أسامحكم لكن لابد أن تفهموا أن خطيئتكم ثمنها مدفوع ثمنا غاليا وأن من لا يقدر هذا الثمن فسوف يقع تحت دينونة مضاعفة . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحب الإلهي النابع من الصليب |
الصليب هو اعلان الحب الإلهي |
إعلان يسوع موته حين يُرفع على الصليب |
الصليب علامة الحب الإلهي |
إعلان جديد عن الصليب |