يُعلمنا مثل الوَزَنات ثالثًا وجوب العمل بكل قوانا وانتهاز كل فرصة لنا في خدمة الرَّبّ، وفي هذا الصدد يقول صاحب الجامعة " أكُلُّ ما تَصِلُ إِلَيه يَدُكَ مِن عَمَل فاْعمَلْه بِقوّتكَ فإِنَّه لا عمل ولا حُسْبانَ ولا عِلمَ ولا حِكمَةَ في مَثْوى الأَمْواتِ الَّذي أَنتَ صائرٌ إِلَيه" (الجامعة 9: 10). ويوصي بولس الرسول " كونوا إِذًا، يا إِخوَتي الأَحِبَّاء، ثابِتينَ راسِخين، مُتَقَدِّمينَ في عَمَلِ الرَّبّ دائِمًا، عَالَمينَ أَنَّ جَهْدَكُم لا يَذهَبُ سُدً ى عِندَ الرَّبّ" (1 قورنتس 15: 58). ولا يجوز أن نلتمس الأعذار لتجنب ما دعانا الله إلى عمله. فان كان الله هو سيدنا حقًا، فيجب أن نطيعه عن رغبةٍ، فأوقاتنا وقدراتنا وكلُّ ما لنا، ليست لنا في المقام الأول، بل نحن وكلاء، ولسنا مالكين، فنحن خدمةٌ، وليس أسياد، فعندما نتجاهل أو نُبدِّد أو نسيء استخدام ما أُعطي إلينا نستحق عقاب الدَّينونة. ولذلك يدعونا الله من خلال مثل الوَزَنات إلى العمل، لاستغلال كل طاقاتنا وإمكانياتنا بحيث لا نسمح لأنفسنا إضاعتها مثل الخَادِم الشِّرِّير الكسلان البَطَّال، بل علينا الجَد والاجتهاد ليُثمر الإيمَان فينا.