رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العقل والعاطفة عند الرجل والمرأة ذاكرة الرجل والمرأة: سؤال مهم يبحث فى القدرات العقلية للرجل والمرأة: هل هناك اختلاف بين الولد والبنت من حيث القدرة على التحصيل الدراسى، ودرجة إجادته وقوة الذاكرة؟ التحصيل الدراسى: لم تبين الأبحاث التى تقارن بين ذكاء البنين والبنات أى فارق بينهما فى المستوى العام للذكاء، وأن كانت نتائج بعض الإختبارات تميز البنات على البنين ... فقد لوحظ أن البنات يسجلن بإستمرار فى اختبارات الذكاء درجة أعلى من الأولاد فى نفس العمر، ولكن هذا يعزى إلى أن البنات ينضجن جسمياً فى سن مبكرة أسبق من نضج الأولاد، ثم يعود المستوى العام للذكاء للتساوى بين الأولاد والبنات بعد سن المراهقة. من خلال دراسة ومتابعة نمو الأولاد والبنات لوحظت الظواهر التالية، التى سوف نعرضها، ثم نتناولها معا بالمناقشة والتحليل... 1-القدرات اللغوية وجد أن البنات فى الطفولة تبدأن الكلام قبل البنين، كما تبدأن فى استعمال الكلمات فى جمل مفيدة قبلهم، كما يتقدمن بخطوات أسرع فى تعليم القراءة، وفى فهم اللغة والطلاقة فى استعمالها شفويا .. لذلك تتفوق البنات غالباً فى الجانب الشفوى من اللغة، بينما يتفوق البنون فى الجانب التحريرى، ثم تتضائل هذه الفروق فى مرحلة البلوغ. 2- القدرات الرياضية (الحسابية) لوحظ أن البنين والبنات يتساوون فى حسن أداء العمليات الحسابية خلال المرحلة الابتدائية، وفى حوالى سن الثانية عشرة، تبدأ مهارات الأولاد فى الرياضيات تتزايد بسرعة أكبر من البنات .. ولذلك وجد أن الأولاد غالباً أكثر قدرة على حل المسائل الحسابية التى تتطلب تفكيراً أكثر، كما وجدأن البنات غالباً ما يفضلن الموضوعات الأدبية على الرياضيات. 3- مستوى النجاح وجد أن نسبة النجاح فى الدراسة بوجه عام بين البنات أعلى منها بين الأولاد، كما أن مستوى النجاح بينهن أعلى. 4- النشاط الحركى لوحظ أن المواليد الإناث أقل حركة، كما أن فترات نومهن أطول منها لدى المواليد الذكور، كما أن البنين أكثر نشاطاً وحركة من البنات، ويتضح هذا حينما يبدأ الطفل باللعب مع الآخرين فى سن الثانية. وغالباً تلك الفوارق راجعة إلى هورمون الذكورة testosterone. ظواهر تحتاج إلى تفسير: ينبغى ألا ننظر إلى هذه الظواهر السابق ذكرها، وكأنها حقائق ثابتة ناشئة عن أساس بين الجنسين، ولكن من الحكمة أن نضع فى الاعتبار عوامل أخرى مهمة يمكن أن تعزى إليها مثل هذه الفوارق فى التحصيل الدراسى، من هذه العوامل: أ- نظام التعليم من حيث كونه منفصلاً أم مختلطاً فقد لوحظ أنه حينما ينشأ الأولاد والبنات معاً فى مدارس التعليم المشترك، فإن هذه الفوارق السابقة تتضاءل، وهذا يدل على أنه ليس هناك فارق كبير فى نمط التحصيل بين البنين والبنات، ويدل أيضاً على أن الفصل بين الجنسين تربوياً قد يؤدى إلى توسيع فجوة الاختلاف بينهما، أما التواجد المشترك للجنسين فيحدث نوعاً من التكامل والتقارب بينهما، وإن كان له سلبيات أخرى يمكن تفاديها بالتوعية والمتابعة. ب- النضج الجسمانى المبكر للبنات فقد لوحظ أن البنات تنضجن جسمانياً أسبق من البنين فى مثل أعمارهن، والنضج الجسمانى يشمل بالضرورة نمواً أسرع لمراكز الكلام التى توجد بالنصف الأيسر من القشرة المخية، وهذا يفسر لماذا تتفوق البنات فى القدرات اللغوية خلال مرحلة النمو المختلفة، بالمقارنة بالأولاد فى نفس العمر، ولكن هذا الفارق يتضاءل فى مرحلة البلوغ. ج- المؤثرات البيئية والثقافية لقد ثبت أن مدى الفارق بين الجنسين من حيث القدرات الحسابية تختلف بين مجتمع وآخر، حيث وجد أن المجتمعات التى تفضل الولد على البنت يتفوق فيها الأولاد على البنات فى مادة الرياضيات، كذلك وجد أن الفارق فى القدرات الحسابية بين الأولاد والبنات يتأثر باعتقادات مدرسى و مدرسات الرياضيات عن التساوى بين قدرات الجنسين من عدمه. ففى دراسة للطلاب والطالبات بجنوب كاليفورنيا، اتضح أنه لا يوجد فارق بين الأولاد والبنات فى المرحلة الابتدائية من حيث درجة شفغهم بالرياضيات، غير أنهم كلما ارتقوا فى صفوف الدراسة زاد تفوق الأولاد ... وقد كشفت الدراسة عن أن الفارق يرجع بالدرجة الأولى إلى موقف المدرسين و المدرسات، فقد كانوا تحت الاعتقاد بأن الأولاد أقدر طبيعياً من البنات فى مادة الرياضيات، ومن ثم تعاملوا معهم على هذا الأساس. بنفس المنطق يمكن أن نعرف سبب ارتفاع نسبة نجاح البنات، ليس إلى تفوق القدرات الذهنية لديهن بالمقارنة بالأولاد، لكن إلى أن المجتمع يُتيح للولد فرصة أكبر للخروج واللقاءات مع الآخرين، والبقاء خارج البيت مدة أطول، وبالتالى تصبح فرصة اهتمام البنت بالاستذكار أكبر .. يضف إلى ذلك أيضاً النشاط الحركى المتزايد لدى الأولاد، الذى يؤثر بدوره سلبياً على التركيز الذهنى. الذاكرة فى اختبارات الذكرة والاحتفاظ بالمعلومات، لوحظ أ ن النساء بوجه عام يتفوقن قليلاً على الرجال، خاصة إذا كان يستلزم تذكر التفاصيل الدقيقة .. ويصعب علينا أن نرجع ذلك إلى الفارق البيولوجى وحده، دون أن نضع فى الاعتبار الجانب التربوى والاجتماعى الذى ينشأ فى ظله كل من الولد والبنت، والذى يؤدى إلى فارق بينهما فى الاهتمامات والأولويات نراها فى الرجل والمرأة، مما قد يجعل بعض المعلومات أهم من غيرها، وأولى بالاحتفاظ و التذكُر. ومن كل ما سبق يتضح أن الفارق بين الولد والبنت من حيث الإمكانات الذهنية وقدرات التحصيل الدراسى والذكراة، كثيراً ما يعزى إلى المؤثرات البيئية والاجتماعية والثقافية السائدة. |
25 - 10 - 2012, 10:57 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب رجولة وأنوثة لدكتور عادل حليم
العقلانية والعاطفية لدى الرجل والمرأة موضوع مهم فى غاية الأهمية أثار حوله جدالا: يقال عن المرأة انها تتميز بالعاطفة الزائدة، ولكنها قليلة الاستنتاج و التحليل والتفكير المنظم. ويقال عن الرجل انه عقلانى، يجيد البحث والدراسة، منظم التفكير، ولكنه قليل العاطفة و الحنان. ما مدى صحة هذه الأفكار؟ بين الصفات الفطرية والمكتسبة: ان الرجولة و الأنوثة وجهان لعملة واحدة هى الإنسان، وهما يتكاملان معاً فى كيان إنسانى متوازن. لذلك فأن الرجل والمرأة يتقاسمان فيما بينهما الصفات الإنسانية فى تكاملية رائعة، فالصفة الواحدة تجدها فى كل منهما بصورة مختلفة .. انها حكمة فائقة أن يختلف الجنسان كى يعودا مرة أخرى فى حالة من التفاعل الؤدى إلى التكامل والمشاركة. لم يقصر الله صفات على الرجل دون المرأة، والعكس صحيح، بل جعل كل الصفات الإنسانية فى طبيعة الرجل، ولكن بصورة مختلفة حتى يسعى نحو المرأة متكاملاً معها .. كذلك جعل كل الصفات الإنسانية فى طبيعة المرأة، ولكن بصورة مختلفة كى تسعى نحو الرجل متكاملة معه .. لذا لا يمكننا القول بأن العاطفية والحنان من صفات المرأة وحدها، ولا نقول ان البحث والتفكير المنطقى من صفات الرجل وحده، فالواقع أن المجتمع قد يؤثر بعض الشئ فى توزيع الصفات الإنسانية بين الرجل والمرأة .. فقد تربى الفتاة بأسلوب يضعف لديها التفكير الحر، حينما تحرم من فرصتها الكاملة فى التفاعل الاجتماعى واكتساب الخبرات، ومن هنا تصبح أقل خبرة، وأقل استقلالية، وأقل ثقة بالنفس وأقل قدرة على التحليل والاستنتاج والتفكيرالمنطقى. المرأة وقدرة التفكير: مثال: إذا قارننا بين رجلين أو امرأتين فى مجتمع واحد، نالا نفس القدر من التعليم، أحدهما تربى على حرية الحركة وأتيحت له فرص اكتساب الثقافة و الدراية والخبرة بأمور الحياة المختلفة، أما الثانى فقد تربى تربية منغلقة محدودة .. هنا نلاحظ الفارق بينهما فى مدى القدرة على التفكير المنطقى الواقعى السليم، حيث أن وجود الخبرة جنباً إلى جنب مع القدرة على جمع البيانات بشكل كاف يؤديان إلى نتائج أقرب إلى الصواب. يمكن أيضا للمقارنة أن تصبح أكثر وضوحاً اذا قارننا بين فردين فى مجتمع واحد أحدهما نال قدراً كافياً من التعليم والثقافة والخبرة ، والآخر لم ينل أياً منها .. سوف نجد أن الأول يعتمد على الخبرة التعليمية والثقافية والاجتماعية، والآخر يعتمد على الفطنة الفطرية التى تنمو تعويضاً عن نقص المعرفة والخبرة، وهو ما يطلق عليها "الحدس"، أى إدراك الأمور إدراكاً مباشراً وبطريقة فطرية، دون الاعتماد على الدراية والخبرة. هذا يعنى أننا اذا قارننا بين رجل وامرأة فى مجتمع واحد، أحدهما يفكر بالخبرة، والآخر يفكر بالفطنة الفطرية، لوجدنا بينهما فرقاً واضحاً فى أسلوب التفكير .. أن المرأة إذا أعطيت فرصة كافية لاكتساب الخبرات الثقافية والاجتماعية، لأمكنها أن تفكر بصورة منطقية،غير أنها سوف تبقى مختلفة متمايزة عن الرجل بطبع أنوثتها وأسلوبها الخاص على أفكارها، تنظمها وترتبها وعرضها وتنسقها بطريقتها وبذوقها الأنثوى المتميز. لكن هذا بالطبع لا يجعلنا نتجاهل الاختلاف الجنسى الذى يطبع على تفكير كل من الرجل والمرأة مذقا يميزه. |
||||
25 - 10 - 2012, 10:58 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب رجولة وأنوثة لدكتور عادل حليم
الرجل والعاطفة الرجل عاطفى، ينفعل و يشفق، ويظهرالحنان نحو الآخرين، ويتأثر بآلامهم، ويتقدم ليخفف عنهم ويتابعهم، ويبادل الآخرين حبا بحب،غير أن عاطفة الرجل تختلف عن عاطفة المرأة مثلما تختلف عاطفة الأبوة عن عاطفة الأمومة .. أن اختلاف نمط العاطفة وأسلوب التعبير عنها عند كلٍ من الرجل والمرأة، لا يجعلنا بأى حال من الأحوال أن نتهم الرجل بجفاف العاطفة بالمقارنة بالمرأة. هناك عوامل تربوية تساهم فى جعل الرجل أقل من المرأة قدرة على التعبير عن مشاعره وانفعالاته، حتي يبدو الرجل أحياناً أقل حرارة عاطفية من المرأة، فمثلا يمكن أن يسمح للبنت بالتعبير التلقائى عن انفعالاتها بالبكاء والكلمات، بينما قد لا يسمح للولد بذلك بنفس القدر، فالولد إذا بكى، قيل له: "لاتبك، فالبكاء سمة البنات وحدهن" مثل تلك الأساليب التربوية تشكل صعوبة أمام الرجل بوجه عام فى تعبيره عما يجيش بصدره من عاطفة، لذلك تشكو كثير من الزوجات من أن الرجل قليل التعبير عن العاطفة، يحب ولكنه لا ينطق بكلمة تصف هذا الحب .. لذلك نجد فى أحوال كثيرة أن الكلمات عند المرأة وسيلة للتعبير عن العاطفة أكثر منها وسيلة لنقل الأفكار، بينما نجدها عند الرجل وسيلة لنقل الأفكار، أكثر منها وسيلة لتعبير عاطفى. غير أن هذا الكلام يختلف من فرد إلى آخر وفقاً لمدى رهافة حس الفرد، التى تتأثر بدورها بإستعداداته الشخصية من ناحية، وبمدى الإشباع الذى يحصل عليه فى طفولته من الناحية الأخرى .. فلو كان الرجل جافاً عاطفياً لأسباب جينية أو هورمونية، لما وجدنا رجالاً أشد عاطفية من نساء كثيرات، ولما وجدنا نساء أكثر عقلانية من رجال كثيرين. ولكن الواقع العملى يضعنا أمام اختلافات فردية كثيرة، حتى نجد زوجة تشكو من عاطفية و رومانسية شديدة لدى زوجها، وزوجاً يشكو من جفاف زوجته عاطفياً. توازن بين العقل والعاطفة: لكن.. دعنا نعود مرة أخرى إلى أرض الواقع، إلى الرجل الشرقي والمرأة الشرقية، سعياً نحو رؤية إنسانية حضارية راقية تلمع فى عيوننا رجالاً ونساءً. أن كان الرجل يتحكم فى انفعالاته فيما هو يفكر، والمرأة تتأثر بانفعالاتها فيما هى تفكر، فلا يعنى ذلك أن تفكير الرجل أقرب إلى الصواب. إنما ينبغى أن يتدرب الرجل والمرأة على أن يصنع توازناً بين العقل والمنطق من ناحية، وبين المشاعر الإنسانية من ناحية أخرى. لأن عدم مراعاة المشاعر الإنسانية يجعل القرار جافاً جامداً، كما أن عدم مراعاة العقل والمنطق يجعل القرار هوائياً صبيانياً .. وكثيراً ما يحدث هذا التوازن من خلال الحياة الزوجية، إذ يمتص كل من الزوجين شيئا من طباع الآخر، فلا يعود الرجل مبلغاً فى عقلانيته، ولا المرأة فى عاطفيتها .. من خلال التفاعل الزوجى والتفاهم والمحبة المشتركة، يحدث نوع من التكامل النفسى لكلٍ من الزوجين، كما يحدث نوع من توازن الشخصية، وبذلك نجد القرار الزوجى المشترك المتكامل المتوازن الذى يستقى أصوله من حكمة العقل ودفء العاطفة. ولا أقصد هنا حكمة عقل الرجل و دفء عاطفة المرأة، بل حكمة عقل و دفء عاطفة كل منهما، بعد أن تحقق نوع من التوازن بين العقل والعاطفة فى شخصية كل منهما. كلٍ من الرجل والمرأة إذن يمكن أن يكون عقلانياً وعاطفياً بصورة متوازنة إذا تربى على أو إذا درب نفسه على ذلك. |
||||
25 - 10 - 2012, 10:59 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب رجولة وأنوثة لدكتور عادل حليم
ثقافة جنسية مسيحية سؤال يتردد عل ألسنة الكثيرين : أيهما أكثر كفاءة عصبية حواس الرجل أم حواس المرأ ة؟ أيهما أكثر قدرة عل تحمل الألم والبرد؟ أيهما لديه كفاءة أعلى فى حواس الشم و التذوق واللمس ؟ أثبتت التجارب العلمية أن المرأ ة أشد من الرجل احساسا بالأ لم. فأن النساء يتحملن الألم بصورة تفوق الرجال. وترجع قدرة التحمُل إلى عوامل هورمونية سيكولو جية. وقد حبا الله المرأة القدرة على تحمل أشد أنواع الألم، ألا وهو ألم الولادة، كما أن المرأ ة أكثرتحمل للأ لم فهى أكثر للبرد. ويرجع ذلك إلى وجود طبقة دهنية تحت سطح الجلد أكثر سمكاً فى المرأة منها فى الرجل ،وتعمل هذه الطبقة كمادة عازلة للحرارة تقلل تسرب الحرارة من الجسم إلى الخارج، فيقلل الإحساس بالبرد، كما تعوق انتقال البرودة إلى داخل الجسم. وتتكون هذه الطبقة بفضل هورمونات الأنوثة التى تساهم فى هذه الطبقة . أما بالنسبة لحاستى الشم والتذوق: فان الفارق ضئيل، غير أن المرأ ة بوجه عام تكشف وجود الروائح والطعوم قبل الرجل. ولكن أدق فى تميزها. أما حاستى السمع والبصر: الفوارق ضئيلة جداً، غير أن المرأة أبرع فى تمييز الأصوات والأ لوان. بينما يتفوق الأشكال وهيئات الأجسام . أما حاسة اللمس: فإنها أكثر حساسية لدى المرأة بوجه عام . فروق فردية: غير أنه ينبغى أن نلاحظ أن كل ما ذكر، ما هو إلا مقارنات عامة بين الرجال والنساء، وتبقى الفروق الفردية التى تميز كل فرد عن الآخر، رجل كان أم امرأة، وترجع هذه الفوارق إلى العوامل الوراثية التى تجعل الفرد أكثر حساسية من غيره، سواء كان رجل أما امرأة، كما ترجع أيضاً إلى تدريب الحواس على تميز المؤثرات، واستعمال الفرد بعض حواسه أكثر من غيرها، مما يصقل حساسية تلك الحواس. 2- ذكاء الرجل و المرأة سؤال دارت حوله المناقشات: أيهما أكثر ذكاء: الرجل أم المرأة ؟.... وهل يؤدى الفارق البيولوجى إلى فارق فى قدراتهما العقلية ؟ 1- ماهو الذكاء ؟ الذكاء إمكانية عقلية لدى الفرد، تساهم فى التفكير والاستنتاج والتحليل والإبداع، والتصرف المناسب فى المواقف المختلفة، كما تساهم فى تحقيق تفاعل سليم مع الآخرين. ويتأثر الذكاء بعوامل متعددة، بعضها وراثى بيولوجى، والآخر مكتسب بتأثير البيئة التى نشأ فيها الفرد، و طبيعة المجتمع الذى يعيش فيه، والثقافة والتعليم اللذين تأثر بهما .. ولا شك فى أن الظروف التربوية التى يمر بها الفرد خلال مراحل نموه لها بالغ الأثر على تكوين بنائه النفسى، وهذا الأخير يساهم بدوره فى تنمية إمكانيات الذكاء لدى الفرد. للذكاء إذن، أبعاد متعددة، وهى ليست أبعاداً عقلية فقط، بل أبعاداً إنفعالية و سلوكية، وتربوية واجتماعية أيضاً .. ولا يكفى الجزء المورث من الذكاء وحده لبناء شخصية متكاملة، بل ينبغى تنمية الجزء المكتسب من الذكاء من خلال التفاعل الاجتماعى و الإطلاع المستمر على الثقافات والخبرات والإبتكارات ...ولذلك فان الذكاء عملية نمو مستمر لا يتوقف عند عمر محدد. 2- الذكاء بين الرجل و المرأة : أما فارق الذكاء بين الرجل والمرأة، فيؤثر فيه ما اكتسبه كل منهما و ما أضافه إلى ذكائه الطبيعى المورث، لكنه لم يثبت عملياً أى فارق يذكر بين الذكاء الطبيعى المورث لدى كل من الولد و البنت، بفرض ثبوت العوامل الو راثية، كأن نقارن مثلا بين أخ وأخت شقيقين طبيعيين فى نموهما، حبذا لو كانا توءمين. لقد أجريت دراسات متعددة على الولد والبنت التوءمين، و ثبت أن القدرات في الفهم والاستنتاج والتحليل و التحصيل الدراسى ليهما متقاربة، بل قد تتفوق البنت على الولد فى نمو القدرات اللفظية و الكلامية verbal،فى مرحلة الطفولة ثم يختفى هذا الفارق كلما اقتربا من النضج. 3- رؤية علمية: بالرغم من أن متوسط وزن المخ فى المرأة يقل حوالى %16عنه في الرجل، شأنه فى ذلك شأن أغلب أعضاء الجسم الأخرى كالقلب والكبد ...الخ. الا أن عدد الخلايا العصبية متساوى فى الحالتين، ولا يؤثر هذا الفارق على درجة الذكاء بين الرجل و المرأة، فالعبرة بالقدرة الوظيفية لخلايا المخ. يلاحظ أن الفص الأيمن من المخ مسئول العواطف، وتذوق الفن والجمال، وتقدير الزمن والمسافات .. أما الفص الأيسر فهو مسئول عن المنطق، والسببية (تحليل الأسباب) وتقدير الأمور والحكم عليها، ولذلك فهو الفص السائد .. وقد أثبتت الدراسات الفسيولوجية أن الفص الأيسر يؤدى وظيفته فى الرجل والمرأة بنفس الكفاءة. 4- رؤية كتابية: مادام الله قد خلق المرأة نظيراً (تك 2 :18) فكان من البديهى أن يعطيها قدرات عقلية تناظر قدرات الرجل، وعلى نفس الدرجة من الإرتقاء .. ونلمح ذلك واضحاً حينما اقتنعت حواء بفكرة الأكل من الشجرة، ثم عرضتها على آدم، فوافقها على رأيها (تك 3:6) .. فلو كان آدم أرقى عقلاً من حواء، لما اقتنع برأيها الخاطئ، وكان أوضح لها خطأ تفكيرها، بل وكان قد رفعها ووقاها من السقوط. لكن من الواضح أن آدم وحواء نظيران فى كل شئ. نظيران فى قابلية الإنخداع بفكرة براقة، وقابلية الانفعال بشهوة جذابة، وقابلية السلوك ضد الله .. فالإنسان هو الإنسان، رجلاً كان أم امرأة. 5- الذكاء الرجولى، والذكاء الأنثوى: ليس معنى قولنا بأن الرجل والمرأة كليهما متناظرين فى القدرات العقلية، أن نفترض أنهما متماثلان فى التعبير السلوكى والإنفعالى عن ذكائهما .. فلا شك فى أن الرجل رجولته على ذكائه، كما تطبع المرأة أنوثتها على ذكائها، فالذكاء كما ذكرنا ليس حالة عقلية بحتة، بل حالة كيانية تشمل العاطفة والسلوك. ومادامت الرجولة والأنوثة ترتبطان بكيان الشخص كله، فلابد أن الذكاء يتأثر بالرجولة والأنوثة، ويتخذ خصائصه من كليهما. ان ذكاء الرجل والمرأة يعكس العالم الداخلى لكل منهما، فلا يمكن أطلاقاً أن نفصل القدرة العقلية لأى منهما عن باقى قدراته النفسية .. لذلك فان ذكاء الرجل يعكس شخصيته الرجولية، بينما يعكس ذكاء المرأة شخصيتها الأنثوية، بمعنى أن كلا منهما يكشف عن ذكائه بطريقته الخاصة .. ولأن القدرات العقلية عند الرجل والمرأة متكافئة، وعلى نفس المستوى من الإرتقاء، لذلك لا يتفوق أي منهما على الآخر فى القدرة على التحليل والاستنتاج وحل المشكلات، ولكن قد يختلف الأسلوب أو تسلسل الأفكار، أو خطوات حل المشكلة إذا تناولتها المرأة عما إذا تناولها الرجل. 6- ذكاء التفاهم الزوجى: من الناحية الأخرى نجد أنه حينما يتشاور الزوجان، ويشتركان معاً فى حل مشكلة، فان النتائج تكون أفضل، حيث تتكامل الرؤية للأمور بقدر تكامل ذكاء الرجل والمرأة ..غير أنه كثيراً ما يخلط البعض بين مستوى ذكاء الفرد ومستواه التعليمى، فقد يكون أحد الزوجين فى مستوى تعليمى أقل من شريكه، غير أنه يحاول تنمية ثقافته وذكائه الاجتماعى مما يزيد من مدى التفاهم بين الشريكين. والذكاء الاجتماعى هنا يعنى ذكاء التفاعل مع أشخاص مختلفين، وذكاء التعامل مع المواقف المختلفة والمفاجئة .. فإن كان التفاهم بوجه عام يتطلب نوعاً من الذكاء الاجتماعى فإن التفاهم الزوجى يحتاج جداً إلى مثل هذا الذكاء، وعلى الشباب أن يتدرابوا على تنمية قدراتهم على التعامل الذكى استعدادا للحياة وللزواج. |
||||
25 - 10 - 2012, 11:00 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب رجولة وأنوثة لدكتور عادل حليم
اهتمامات الرجل والمرأة لكل من الرجل والمرأة اهتمامات مختلفة: ما الذى يهم الرجل ولا يهم المرأة؟ وما الذى تهتم به المرأة ولا يعيره الرجل اهتماما؟ كيف ينظران إلى الأمور المختلفة؟ كيف يفكر كل منهما؟ الشخص أم الشئ؟ لوحظ أن الأولاد بوجه عام يهتمون بالأشياء أكثر من الأشخاص، وأن البنات تهتم أكثر بالأشخاص... وقد لاحظت ذلك باحثة أمريكية من خلال اختبار بسيط قامت به، حيث قدمت لمجموعة من الأطفال أورقاً وأقلاماً، وطلبت منهم أن يرسموا ما يريدون.. فلاحظت أن 50 % من البنات رسمن أشخاصاً، بينما 85 % من الأولاد رسموا أشياء، وأن غالبية الأشياء التى رسموها الأولاد كانت أشياء عامة ( سيارة – طائرة – شجرة.... ) أما الأشياء التى رسمتها البنات فكانت في الغالب أدوات شخصية و منزلية. ويرجع ذلك إلى اهتمام البنت بالأشخاص أكثر من الأشياء، واهتمام الولد بالأشياء أكثر من الأشخاص، إلى فارق فطرى بينهما، بمعنى أن المرأة بطبيعتها غيرية أكثر من الرجل، أي تهتم بالغير وتسعد بذلك، وربما حبا الله المرأة مثل هذه الطبيعة الغيرية حتى تتمكن من أداء دورها الحيوي كأم تبذل وتضحي مناجل أطفالها بلا مقابل وبلا توقف، ومنها جاء اهتمامها بالأشخاص سمة واضحة فيها تبدأ معها منذ الطفولة. ومن الناحية الأخرى فانه قد وجد أن اهتمام الولد بالأشياء يتزايد إذا لقي اهتمام خاصاً باعتباره ذكراً، وحماية زائدة خوفاً عليه، أو إذا قام من يربيه بتلبية كل طلباته لمجرد الحصول عليها، ومن ثم يتزايد اهتمامه باقتناء الأشياء حتى لو لم يكن محتاجاً إليها .. أما إذا نشأ الطفل بتوجيه تربوي يعلو عنده الاهتمام بالأشخاص، وأتيحت له مساحة كافية من التعامل الشخصي المباشر، وكانت هناك مساواة حقيقية بين الولد وأخته فان اهتمامه بالأشخاص بلا شك يتزايد. الشخص أم الموضوع: إذا كانت البنت تهتم أكثر بالأشخاص، ويهتم الولد أكثر بالأشياء، بدافع الفطرة والتوجيه التربوي، فإنه بعد البلوغ تهتم المرأة بالشخص أكثر من اهتمامها بالموضوع، ويهتم الرجل بالموضوع أكثر من اهتمامه بالشخص. فمثلاً قد يشاهد زوجان مسرحية، فإذا بنا نجد اهتمام الزوج منصباً غالباً على موضوع المسرحية (أحداث القصة) بالدرجة الأولى، بينما نجد الزوجة تهتم غالباً بشخصيات المسرحية (أداء الممثلين) بالدرجة الأولى. ومن هنا تختلف زاويا رؤية رجل أو امرأة للأمر الواحد، وهذا الوضع يحقق فائدة التكامل في الرأي، والحكم الشامل على الأمور.. ويتجلى ذلك واضحاً من خلال الحوار الزوجي الذى يؤدى بالزوجين إلى اتخاذ القرار المشترك المبنى على رؤية أكثر أتساعا ، وكما يقول الحكيم: " اثنان خير من واحد .... " (جامعة 4 : 9) النظرة الشاملة أم النظرة التفصيلية: غالباً ما ينظر الرجل إلى الأمور نظرة عامة شاملة، ولا يهتم بالتفاصيل الدقيقة.. أما المرأة فغالباً ما تهتم بالتفصيلات، وتبحث عن دقائق الأمور.. فالرجل غالباً ما تهمه من المواقف نتائجها النهائية، ويعطى أهمية أقل لتفاصيل الأحداث التى احتواها الموقف، وحينما يحكى الموقف يتناوله بنفس المنطق. أما المرأة فتهتم بالموقف بكافة تفاصيله، وحينما تحكى عنه فهي تتناوله بكل تفاصيله .. ولنا أن نسوق المثال التوضيحي التالي..... مثال: قابل زوج أحد أصدقائه القدامى بطريقة الصدفة، وحينما عاد أخذ يحكى لزوجته: " لا يزال فؤاد بنفس طباعه ومظهره أنيق تماماً، كما عهدناه منذ 15 عاماً مضيت ..." فلما سألته عن مظاهر أناقته لم يتذكر تفاصيل كثيرة عن لون رباط العنق أو المعطف الذى يرتدهالأقمشة.إذا قابلت المرأة شخصاً، فغالباً ما تلاحظ تناسق ألوان ملابسه، ونمط تصفيف شعره، وأنواع الأقمشة. ...............الخ. مادامت اهتمامات وأولويات كل من الرجل والمرأة تختلف، فأن التركيز على تفاصيل الأمور والأشياء يتوقف على مدى الاهتمام الموجه نحوها .. فمثلا طبيب العيون يهتم بشكل تلقائي بعيون المتحدثين إليه.. ومهندس السيارات غالباً ما يلفت نظره صوت محرك السيارة ربما أكثر مما يلفت نظره قائدها أو ركابها.. والمرأة التى تهتم كثيراً بالأزياء والعطور تلاحظ بشكل تفصيلي أكثر من غيرها ملابس الآخرين ومدى تناسقها ... كذلك فإن الرجل الذى يهتم بالأناقة يلاحظ تفاصيل ملابس الآخرين رجال أم نساء، ويفهم جيداً في مدى تناسق ملابس كل شخص. كذلك المرأة التى تهتم بإعداد أنواع جيدة من الأطعمة والرجل الذواق للأطعمة، كلاهما يلاحظان أي تغير في طعم المأكولات، وربما يمكنهما أن يحددا سبب ذلك التغير. وهذا يعنى أن كل فرد يمكن أن تتولد لديه قوة ملاحظة للأمور التى يهتم بها أكثر من غيرها، ونظرة ثاقبة للأشياء التى تاستهويه، وقوة ذاكرة للمعلومات التى يبحث عنها بشغف. ومتى نشأنا الولد على الاهتمام بالأطعمة مثلا صارت تلك الأمور في صلب اهتمامه وفى قمة أولوياته. كذلك إذا نشأنا البنت على الاهتمام بالملابس ومدى تناسقها، فأن ملكة تميز الألوان والذوق الرفيع تنمو لديها وتتضاعف قوة ملاحظتها في هذا المجال. فالتوجيه التربوي يلعب دوراً مهماً في هذه الحالة، حيث نجد رجالاً قد نشئوا على ذوقيات التعامل وتميز الأمور الفنية وإدراك ما يليق من الملابس، بينما نجد نساء ليس لديهن قدرة أو فهم أو تميز في هذا المجال. من الصعب إذن، أن نصدر حكماً عاماً بخصوص الرجل والمرأة النظرة إلى الأمور، فكل منهما له نظرة تفصيلية للأمور التى بها، ونظرة عامة شاملة للأمور التى يهتم بها، وتحتل أهمية أقل .. وإذ نظرنا إلى المجتمعات المتقدمة التى أصبح فيها كثير من النساء مشاركات في مجالات الحياة التى أعتيد أن يشارك فيها الرجل وحده، فإننا نجد هؤلاء النساء، وقد جاوزت اهتماماتهن الأمور المنزلية التقليدية إلى مجالات أوسع مما يكسبهن النظرة الشمولية للأمور، مع الاهتمام ببعض التفاصيل طبقاً للأولويات. |
||||
26 - 10 - 2012, 06:05 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب رجولة وأنوثة لدكتور عادل حليم
شكرا على الكتاب يا رامز
|
||||
|