إن أولوية الأمور الإلهية لا تنقص مساحة مسؤولية الإنسان؛ لأن يسوع يكلّم الجموع بالأمثال لأنهم "ينظرون ولا يبصرون- يسمعون ولا يسمعون.. ولا يفهمون" (مت13:13). هناك فرق بين إنجيلي القديس مرقس والقديس متى: ففي إنجيل القديس مرقس يتكلم يسوع بالأمثال لكي لا يفهموا: "فينظرون نظراً ولا يبصرون ويسمعون سماعاً ولا يفهمون لئلا يرجعوا فيغفر لهم" (مر12:14). أما في إنجيل القديس متى فإنه يكلمهم بالأمثال لأنهم في الواقع "ينظرون ولا يسمعون ولا يفهمون" (راجع مت 13:13). لا يكفي القول إن التلاميذ يفهمون الأمثال لأن يسوع يشرحها لهم، بل أن يسوع يشرح لهم الأمثال لأن لديهم الاستعداد لفهمها. إن الله ظاهر، جلي، واضح لمن لديه الاستعداد للفهم.