رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حكمة الله واختيار مدة الألم وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ ( عبرانيين 12: 11 ) تختلف مدة الألم من مؤمن لآخر، حسب رؤية القدير وحكمته. نحن نستعجل توقيت الانتهاء من الأزمة، ونحاول أن نحلّها بطرقنا الخاصة، لكن شكرًا للرب لأنه لا يسمح لمساعينا أن تنجح في ذلك، وإلا فقدنا بركات الألم وبركات ما بعد الألم. وسأسوق مثالاً واحدًا لذلك: يوسف طلب من رئيس السُّقاة أن يذكره أمام فرعون، ولكن الله كان له رأي آخر، فنسيَ رئيس السُّقاة يوسف سنتين ( تك 41: 1 )، ولو لم ينسَ، وخرج يوسف من السجن حسب رغبته، يا تُرى ماذا كان يعمل، وإلى أين يذهب؟ أجيرًا باليومية في أرض مصر، أم عبدًا مرة أخرى عند شخص آخر؟ أم كان يرجع إلى بيت أبيه؟ ولكن ما أروع توقيت الرب الذى فيه خرج يوسف من السجن! وإلى أين؟ إلى عرش مصر مباشرةً، وتم فيه القول: «أرسَلَ أمامهم رجلاً» ( مز 105: 17 )، «ليُحيي شعبًا كثيرًا» ( تك 50: 20 )! ربنا تركنا لك الكل لتختار وتأمُر وفي دهشة مُذهلة نعود وننظر كم كنت حكيمًا قويّ اليدين وتقدر وإن كان من الصعب أن ندرك حكمة الله في وقت الألم، فنقف حيارى ولا نستطيع أن نفهم، فهذا أمرٌ طبيعي، فما أعلى حكمته وما أوسعها وأعمقها. وقد يبدو طريقنا في الألم معقدًا متشابكًا، ولكن هناك فكر الله الحكيم، وعينه التي تلاحظ، فيضبط المسَار ويُحوِّل الحوادث للخير. وبعد مرور الحَدَث سوف نرى حكمته فيما صنع، ونعود إليهِ بالحمد على كل صنيعه. ولنا في حيرتنا أن نصلي طالبين حكمة الرب لكي نفهم قصده ( يع 1: 5 )، لقد طلب بولس مُصليًا لأجل الشوكة، والرب وضَّح له حكمته من وراء هذه الشوكة «لئلا أرتفع بفرط الإعلانات، أُعطيت شوكة في الجسد» ( 2كو 12: 7 )، فليتنا في آلامنا المتنوعة نستودع أنفسنا لمحبة الله وعنايته وحكمته وأمانته، الذي ولا بد أن يتنازل إلينا بفيض من إحسانه الإلهي. ما أعظم حكمة الله من وراء ما نتعرَّض له من آلام! الكتاب يؤكد لنا ذلك، وكذلك خِبرتنا الروحية واختباراتنا السابقة. ولو أن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى، لفضَّلنا طريق الألم الذي اختاره الرب لنا عن ما خططنا له ونحن في أوقات الألم. وقَبِّلي أيدِ أبٍ يؤدِّبُ البنينْ فإنَّ تأديبَ العلي للنفعِ بعدَ حينْ |
|