الشريعة القديمة كانت تقول عينٌ بعين وسنٌ بسن, ونحن حياتياً لا نزال نؤمن بنفس الشريعة القديمة. لكن في الحقيقة موسى يقصد القول بهذه الجملة أنه إذا أحدٌ ما, مثلاً, خلع لكَ سنك فاخلع لهُ سنه لا له كل فمه أو قلع لكَ عينك فاقلع له عينه لا رأسهُ. وفي الحقيقة هذا ما نفعله نحن إذ أننا عملياً مازلنا على مستوى العين بالعين والسن بالسن. هناك جملة نحن لا نفهمها اليوم هيَّ: (من ضربكَ على خدكَ الأيمن فحول له الأيسر) هذا لا يعني أن ندير له خدنا الآخر بل يعني من عاملك بالعنف فحاول معاملته باللطف. ولدينا مثل رائع عن ذلك بيسوع المسيح في إنجيل يوحنا: عندما صفعه خادم رئيس الكهنة رد عليه يسوع, فيسوع لا يريدنا أن نكون خانعين, فلو خاف الرسل في بداية رسالتهم لكانت المسيحية اليوم تقتص على بضعة أشخاصٍ أو جماعات ولكانت الكنيسة قد انتهت حتى قبل أن تبدأ.