هذه العظة تعطينا أولاً دستور المسيحية. ليست العظة كلها دستور بل فقط القسم الأول منها (بدايتها). الطوبى أو هنيئاً أو ما أسعد هذه الكلمات هي دستور المسيحية فإذا كنا نعيش هذه التطويبات فهذا يعني أننا نعيش الإنجيل لأن الإنجيل ككل هو هذه التطويبات. التطويبات تعني أتريد أن تبحث عن السعادة هذه هي السعادة. هذه التطويبات أو هذه السعادة قد قلبت كل المفاهيم.
إنجيل متى يقول تماماً: طوبى للمساكين بالروح يعني طوبى لمن هم ليسوا متعلقين بشيءٍ أبداً لا بالبشر ولا بالمال ومثلما يقول المزمور: الاعتصام بالله خيرٌ من الاعتصام بالبشر أو حتى بالعظماء. لوقا أيضاً لا يمجد الفقراء وعندما يتكلم عن هؤلاء الفقراء فهو يقصد الأشخاص الذين أصبحوا فقراء لأنهم جُردوا وحرموا من أموالهم لأنهم مسيحيون لذلك يقول لهم لوقا هنيئاً لكم. وكونه أصبح هناك فقراء هذا يعني أن هناك أشخاصٌ آخرون اغتنوا. في التقليد السرياني مثلاًً, يقول (الشاه إيران) ليعقوب المقطع: أنكر إيمانك فأعطيك مالاً وأرفعُكَ كثيراً وقَبِلَ يعقوب ذلك واغتنى ولكنه ووجِهَ بامرأته وأمه فارتد.