رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحبة من خلال السر: لقد توَّج الرب يسوع اشتياقه لاتمام وحدته بخليقته المحبوبة باعطائها حياته ذاتها مرتين: أولهما بسكب حياته (جسده ودمه) سرًا لتلاميذه، ثم للبشرية كلها، حينما قدم لنا سر موته وقيامته في سر الافخارستيا، واستطاع بهذا الجسد والدم المسفوكين سرًا أن يجمع كل من يؤمن به في وحدانية غير موصوفة وبسر لا ينطق به، عبر الأزمنه، حتى نشترك معه في عرس عشاء الخروف في الدهر الآتي. والمرة الثانية قدمها من خلال ذبيحته على الصليب، كما سيرد فيما بعد. ولكن هنا وهب السيد للبشرية نعمة الثبات والإتحاد به بواسطة سر جسده ودمه الأقدسين حين قال: ” من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه” (يو56:6)، مشبهًا ذلك بثبات الأغصان في الكرمة: ” أنا الكرمة وأنتم الأغصان” (يو5:15)، ومن ثم ننال الحياة منه، حيث قال: ” إني حيّ فأنتم ستحيون” (يو19:14)، وبقوة عمل هذه الشركة الكائنة في سر الافخارستيا، فقد وهبنا من قبل إيماننا بهذا السر والشركة فيه الحياة الأبدية والإتحاد الدائم به ” من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الآخير” (يو54:6). إذن فقد نلنا بالحق، في ليلة آلام مخلصنا، سر الحياة والخلود والوحدة الدائمة مع الله، وصرنا شركاء في الجسد الواحد، الذي رأسه المسيح نفسه، وصار هذا السر وهذه الشركة الممتدة عبر التناول من جسد الرب ودمه، عربونًا قدمه الرب يسوع لكل المفديين عبر كل الدهور بقوله الحي: ” إصنعوا هذا لذكري” (لو19:22). |
|