رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ويمكننا إجمال أهم معالم طريق المحبة الذي قدمه المسيح لنا لتحقيق منتهى إشتياق الرب من أجلنا، وهو الشركة مع الآب وإبنه يسوع، ومعاينة مجده[1] فيما يلي: أولاً: من خلال الوصية: أـ خصوصية وصية المحبة ” كما أحببتكم أنا تحبون بعضكم بعضًا” (يو34:13) “… إذا كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى” (يو1:13). ويمكن القول أن عظمة وصية المحبة هذه، يكمن في ان الرب يسوع أعطى لها خصوصية رائعة حتى تضيء لنا طريق الحياة والشركة مع الله، فالمحبة التي يقصدها السيدالمسيح هنا والتي يطلبها الرب منا هي محبة (خاصة)، أي على مثال محبة المسيح نفسه؛ فهي محبة باذلة، محبة إلى المنتهى: “الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي” (غل20:2). وإلا فستكون دائمًا محبة ناقصة وعلى مستوى محبات العالم الأخرى الطبيعية، فهنا الوصية تدخل في حيز عمل المسيح نفسه ومحبته التي نحن مطالبون أن نقدمها للعالم، ولبعضنا بعض حتى النفس الأخير لنؤهل للشركة والاتحاد بالمسيح. ب ـ وصية جديدة: “… وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضًا” (يو34:13)، وهذه الوصية التي أعطاها السيد المسيح لنا هي وصية عهد جديد تكرَّس بالقيامة من الأموات، فصار لنا طبيعة أبناء النور والحياة، وبدونها لا نكون قد قمنا مع المسيح بل نكون في الظلمة: ” نحن نعلم أننا قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الأخوة” (1يو14:3). فوصية المحبة الجديدة هي ثمرة الشركة في موت المسيح وقيامته وشاهد على مسيرتنا كأبناء القيامة والنور، هذا إضافة إلى كون أن تنفيذ هذه الوصية الجديدة إنما هو شهادة وإعلان تلمذتنا للمسيح: ” بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم لبعض” (يو35:13). إذن فوصية المحبة التي أعطاها المسيح لنا، إلى جانب كونها جديدة في مضمونها؛ إذ هي مختصة بكونها على مثال محبة المسيح نفسه (محبة خاصة)، فهي جديدة أيضًا بكونها شهادة عملية لكرازتنا باسم المسيح، كوننا بها نستعلن بها العالم أننا تلاميذ المسيح (يو35:13)، لذلك كان إلحاح الرب وإصرارة على تكرار هذه الوصية التي تعد مفتاح الشركة مع الله وتكن فيها جُلّ أسرار الطريق الموصل إلى وحدانية الروح التي نبعتها. |
|