لم يكتفِ المخلص فقط بمجرد إعلان هذا الإشتياق وهذه المشيئة الإلهية بأن نكون واحدًا معه على مثال وحدانية الإبن مع الآب، كما يظهر لنا بوضوح في الإصحاحات من الثالث عشر وحتى السابع عشر من إنجيل يوحنا، بل إنه رسم لنا بكل وضوح في حديثه الرائع والمؤثر مع تلاميذه، كل معالم الطريق لتحقيق هذه الوحدة الكاملة والثبات فيه، وذلك من خلال وصية المسيح العظمى، ألا وهي المحبة بكل أبعادها، وبكل صورها: داخليًا وخارجيًا، وبكل الوسائط، سواء من خلال الوصية أو السر أو الصلاة، واضعين القياس الكامل لهذه المحبة التي هي مثال محبة المسيح (محبة إلى المنتهى)، فالمحبة المعتبرة انها تكميل الناموس، هي نفسها جوهر الله نفسه، واضع وواهب الناموس.