الهروب إلى مصر:
13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ القَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي». رأينا أن القديس متى بيعلن لنا عن شخص المسيح المخلص وأن هو عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا ورأينا أيضا أنه قدم المسيح كمدبر يرعى شعبه أسرائيل ورأينا المجوس وكان فى أنفرادهم بالرغم من أنهم كلموا هيرودس وكلموا الكهنة ورؤساء الشعب وأن الناس كلها عرفت بأن المسيا اللى أنكتبت عنه النبوات أتولد إلا أن لم يتحرك أحد ,هيرودس أحب أنه يقتل المسيح والكهنة والكتبة كان عندهم نوع من اللامبالاه ولم يهتموا أن يبحثوا عن الشخص الذى تكلمت عنه النبوات ولكن المجوس فى حكمتهم الخفية هم الذين أهتموا أن يبحثوا عن هذا المولود وكان هدفهم من البحث هو أن يسجدوا له أو يقدموا ليه العبادة ,والحقيقة نلاحظ فى طقس الكنيسة الحلو أن ليلة عيد الميلاد بيقرأ أنجيل المجوس والأحد اللى بعد عيد الميلاد على طول بيقرأ أنجيل الهروب إلى أرض مصر وذبح أطفال بيت لحم ,وبالرغم أن كان فى فترة زمنية كبيرة لكن الكنيسة فى ترتيبها رتبت بعد زيارة المجوس على طول اللى فيها أعلن المسيح كملك أنها تقرأ فى الأحد التالى على طول قصة الهروب إلى أرض مصر , وهنا السؤال الكبير لماذا هرب المسيح لأرض مصر ؟ طبعا فى أجابات كتيرة سمعناها 1- علشان تتم النبوات 2- يعلمنا الهروب من الشر , لكن فى واقع الأمر ماكانش كده لأن المسيح كان يقدر بكلمة واحدة أنه ينهى شر هيرودس ولكن كان لابد أن يذهب المسيح لأرض مصر من أجل هدف معين وسر معين بعيد عن الأجابات التى بعاليه ,فأرض مصر فى العهد القديم كانت رمز للعبودية وللذل وللخطية وكانت كل التحذيرات بتاعة الأنبياء زى ما شفنا فى أرميا وأشعياء لشعب أسرائيل بعدم الرجوع لأرض مصر مرة أخرى وبسب الناس اللى رجعت لأرض مصر ربنا أدبهم بتأديب أكثر وسبب لهم هلاك أكثر لأن ربنا مش عايز الأنسان يرجع لأرض العبودية ومش عاوزه يكون مستعبد لشىء مرة أخرى بعد ما تمتع بخروف الفصح وبعد ما تمتع بعبور البحر الأحمر والحرية اللى ربنا أعطاها له بيحذره ويقول له أياك أن ترجع لأرض العبودية مرة تانية ولذلك كان فى تحذيرات كتيرة من الذهاب أو الرجوع لأرض مصر مرة تانية ,لكن العجيب أن السيد المسيح ذهب الى أرض مصر وكان لابد أن يذهب لأرض مصر ,اعتقد أن السبب يبدأ الآن يوضح لنا لماذا كان لابد أن يذهب الى أرض مصر؟ الأجابة علشان يأخذ نفس شكل العبودية اللى الأنسان عاش فيها وعلشان كده يقول فى فيلبى 2: 7 7لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ كان لازم يذهب علشان يمر بنفس ظروف العبودية اللى الأنسان بيضع نفسه فيها وعلشان كده قال فى العبرانيين 2: 14 14فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، ولذلك التناقد العجيب هنا أن المجوس أظهروا المسيح كملك وفى هروبه لأرض مصر ظهر كعبد لأنه كان لابد أن يمر بنفس الظروف التى مر بها الأنسان وكان لابد أن يقع عليه نفس اللى وقع على شعبه أسرائيل وكان لازم يذوق الذل والعبودية والسخرة ,الشىء الحلو هنا لما أعلن المسيح كشخص مدبر لحياتى فهو ليس مدبر من بعيد يعطينى شوية وصايا وأوامر وشوية كلام لأ لأنه علشان يصبح مدبر حقيقى لحياتى أخذ نفس الظروف اللى أنا بأعيش فيها ,ونلاحظ هنا قوة هذه الكلمة أنه لما تسلم المسيح تدبير حياتك فهو لن يدبر حياتك من بعيد كما يقولون من قصره العاجى لأ لأنه سيدبر لك حياتك من واقع الأمر اللى أنت بتعيش فيه لأنه يعلم جيدا قد أيه أنت بتتعب و قد أيه أنت بتتألم ,قد أيه أحتياجاتك ورغباتك وقد أيه الصراعات الموجودة جواك وقد أيه التجارب اللى أنت بتمر بيها وعلشان كده قال فى العبرانيين 2: 18 18لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِين. علشان كده تدبير المسيح فى حياتنا هو ليس من بعيد لأنه أخذ فعلا نفس طبيعتنا وشعر بكل آلامنا وتجاربنا وأتعابنا وأحزاننا وضعفاتنا وخطايانا ,وتألم فى كل شىء مجربا مثلنا وعلشان كده هو الوحيد الذى يستطبع أن يعاوننا ,كما قال عنه أشعياء 63: 9 فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ يعنى كل الضيق اللى بيقع عليا هو بيشعر بيه ,ولذلك شخص المسيح المدبر فأن قوة تدبيره ورعايته ليست لأنه بيرعى من بعيد لكن بيرعى بأنه يشاركنى فى تعبى وفى ضعفى وفى أحتياجاتى وفى همومى وفى رغباتى ,فهو عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا , الكلمة صار جسدا وحل بيننا ,وأصبح على نفس مستوانا ,والكلمة فى الترجمة الأصلية خيم(حل) بيننا يعنى عمل خيمته على نفس الخيام بتاعتنا ولذلك أرجو أن نفهم هذه الفكرة جيدا لأن لينا فيها تعزية كبيرة أن المسيح مدبر ولكن ليس مدبر من السما من فوق أو من قصره العاجى لكن مدبر بأنه بيشاركنى فى كل تعبى وفى كل ضيقى وفى كل ضعفاتى ولذلك كان لازم يهرب لأرض مصر لأن مصر رمز للعبودية فكان لازم يمر بنفس ظروف العبودية اللى أنا مريت بيها ولذلك يقول فى العبرانيين 2: 17 17مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ.فهو لم يهرب لمصر لأنه كان خايف من هيرودس أو علشان يعلمنا الهروب من الشر كما يقولون لأنه كان أكبر بكتير أنه يواجه هذا الشر ولكن جاء لأرض مصر لكى يأخذ نفس ظروفى لكى يحمل نفس أتعابى ولكى يحمل نفس العبودية المرة اللى أنا أستعبدت ليها ولذلك المسيح فى تدبيره لحياتى بيدبر من وسط متاعبى وآلامى وأحتياجاتى ورغباتى ,فلو أخذت المسيح كمدبر فهو لن يدبر لك من السماء من فوق لكن سيدبر لك من واقع حياتك هنا على الأرض ,جاء المسيح أو هرب لأرض مصر وكلمة هروب معناها الأعتزال أو الأختباء وهى نفس الكلمة التى قيلت على موسى النبى لما هرب من وجه فرعون فكان لابد أن يأتى المسيح لأرض مصر علشان يمر بنفس الظروف اللى مر بيها شعبه مثل ما كان شعبه مستعبد فى أرض مصر وحمل نير العبودية كان لازم المسيح يأتى ويأخذ صورة عبد سائرا فى الهيئة كأنسان لكى يقدر أحساسى وتعبى ويمر بنفس الظروف اللى انا بأمر بيها ولما يستطيع أن يشعر بأحاسيسى يستطيع أن يعيننى جيدا لأنه فيما هو تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين ولذلك عمل ربنا فى حباتنا مش من بعيد كما يقول بولس الرسول فى أعمال الرسل 17: 27- 28 27لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيداً. 28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ.ونلاحظ هنا أن يوسف بيظهر له الملاك وبيقول قم خذ الصبى وأمه وأهرب إلى مصر ,والملاحظة هنا أنه قال خذ الصبى وأمه وليست الصبى وزوجتك ,وهو هنا نسب العذراء للمسيح وهذا يؤكد نفس الفكرة أنه قد ظلت العذراء عذراء بلا زواج حتى من بعد الميلاد ,هنا أتسائل طيب واحد فى ظروف يوسف كان ممكن الأفكار تعصف بيه وتلخبطه وقد يقول فى نفسه ده أنت لسه قايل لى أنك ستسميه يسوع ومعناه مخلص يعنى عنده قدرة للخلاص طيب فين القدرة بتاعه الخلاص بتاعته طيب أحنا من أولها حنهرب ونجرى ,مش انت بتقول أن هو مخلص طيب نهرب ليه ,طيب لو هذا الطفل هو فعلا مخلص طيب ما يخلصنا من غير ما نتبهدل البهدله دى ؟ لكن الحقيقة أن بر يوسف حفظه من الشك وكان عند يوسف طاعة غريبة جدا لكل كلمة بيسمعها من ربنا ولم يتذمر وكما قلت أن العذراء مريم كانت حياتها سلسلة من نعم ولم تقل لأ فى حياتها أيضا يوسف كانت حياته سلسلة من نعم ولم يقل لربنا أبدا لأ أو فين الكلام اللى أنت وعدتنى بيه لكن فعلا قام وهرب وفى رحلة العائلة إلى مصر هناك بعض القصص اللطيفة والحقيقة هى ليست مذكورة فى الكتاب المقدس ولكن تناقلها الناس بدلائل معينة يعنى أن كنتم تحبوا تقبلوها اقبلوها ولو ماحبتوش خلاص لكن سأذكرها لأن ليها معنى حلو اللى ساعد يوسف فى رحلته لأرض مصر الذهب الذى قدم لهم من المجوس لأن يوسف كان أنسان فقير ولم يكن يستطيع تحمل تكاليف هذا السفر ولكن ترتيب ربنا أن المجوس يقدموا ذهب علشان يستطيع أنه ينفق هذا الذهب فى رحلته وتقال حادثة لطيفة جدا وهم فى هروبهم لأرض مصر أغار عليهم مجموعة من اللصوص وشافوا الذهب الذى معهم وشافوا الصبى لكن ربنا حرك قلب واحد من اللصوص وهو كان ديماس اللص كما يقول التقليد أنه رأى فى وجه الصبى براءة فعمل على حمايتهم وسمح لهم بالمضى فى رحلتهم ومنع اللصوص الآخرين أنهم يقومون بأذيتهم ويقال أنه أفتكر نفس المنظر على خشبة الصليب وشم نفس ريحة المسيح وتعرف عليه وأفتكر هذه الحادثة ولذلك قال له أذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك وكأن المسيح شالهاله وعلشان كده قال له اليوم تكون معايا فى الفردوس , والقصة التانية اللطيفة كلنا عارفين لما بيعملوا شجرة الميلاد بيضعوا عليها خطوط بيضاء رفيعة وينثروا حاجات زى التلج عليها ,طيب ليه بيعملوا هذا المنظر وأيه حكاية هذا التقليد ؟ لما بحثت وجدت أن لها قصة لطيفة قوى وأنها فى الأصل بتاعتنا لكن فى ناس تانية أخذوها ,بيقولوا أن المسيح كان فى هذا الوقت شتاء لأنهم كانوا تقريبا فى شهر ديسمبر والمسيح أتولد فى 25 ديسمبر زى ما أحنا عارفين وكان شهر ثلج وكان شهر ممطر جدا وهم فى هروبهم دخلوا مغارة فلما دخلوها جاء عنكبوت وفرد خيوطه على باب المغارة وبعدين ذرات التلج اللى نازلة تعلقت بخيوط العنكبوت ,فلما كانوا جنود هيرودس بيطاردوا العائلة المقدسة وفى سيرهم وبحثهم وجدوا المغارة ووجدوا خيوط العنكبوت وقالوا أكيد مفيش حد فى المغارة ,والعجيبة أنهم أخذوها ونسبوها ليهم وأخذوا هذه القصة لأن شجرة الميلاد وزينتها معروفة من زمان فى الدول الأوروبية وماكنش عندهم فكرة عن الأخ ده خالص! ,وفى هروبهم وصلوا الى أرض مصر وطبعا عارفين طريق الهروب اللى مرسوم فى خرائط كثيرة ومرسوم فى كنيسة العذراء فى المعادى ,وطبعا مروا على تل بسطا والفرما والمطرية والمعادى ومسطرد وتحت فى سمالوط فى جبل الطير وفى جبل درنكة ورسوا فى النهاية فى دير المحرق ومكثوا فترة فى دير المحرق وتمت النبوئتين
1- أشعياء 19: 1 1 وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: «هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا.ويقال أن هذا حدث لما دخل السيد المسيح سقطت الأوثان التى كانت موجودة
2- أشعياء 19: 19 19فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا.وهو المذبح اللى موجود حاليا فى دير المحرق ويقول البعض أن المسيح دشن المذبح ,ومعنى كلمة دشن أنه وجد وعاش فى هذه المغارة وهذا معنى تدشينه ولم يدشنه المسيح وهو صبى صغير والتقديس هنا بحلول ووجود المسيح فيه ولم يقال أن دير المحرق دشن والمسيح صبى ومسك زيت الميرون ورش الحجر بالطبع لأ ولكن بعد صعود السيد المسيح بسنين كثيرة فى عهد البابا ثاوفيليس الثالث والعشرين شاف رؤيا أن المسيح جاء وقام برش مياه ولعلمكم فى معلومة مهمة جدا يجب أن تعرفوها أن المذبح الموجود فى كنيسة المحرق بالضبط فى منتصف أرض مصر يعنى المسافة من الأسكندرية للمحرق تساوى المسافة من المحرق لأسوان بالضبط , لكن الجميل تعالوا شوفوا منظر يوسف وهو شايل المسيح وداخل بيه أرض مصر ,بيفكرنا على طول بمنظر واحد دخل مصر كان أسمه يوسف الصديق ,والحقيقة كان فى تطابق لطيف جدا بين الأثنين ,مثل ما دخل يوسف الصديق أرض مصر وكان فى يده خبز الحياة لدرجة أن أهل مصر أطلقوا عليه «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ».أو مخلص العالم لما أدخر القمح لمدة سبع سنين أستطاع أن يسد أحتياجات العالم من سنوات الجوع السبع ولذلك كان لقبه مخلص العالم وهو نفس لقب المسيح ,ونتخيل يوسف داخل أرض مصر وفى أيده خبز الحياه ,ما هو المسيح قال على نفسه أنا هو الخبز الحى النازل من السماء ,والعجيبة أن الأثنين يوسف كان أبوه اسمه يعقوب وأيضا يوسف النجار أبوه كان أسمه يعقوب ,وفى العهد القديم أخذ يوسف لقب الصديق والبار وأيضا يوسف النجار فى العهد الجديد أخذ لقب البار والأثنين كانوا أصحاب أحلام وبيحلموا كثيرا وفى أحلامهم شافوا الخلاص وكل حلم كان يحتوى بداخله الخلاص ,والأثنين كانوا مطيعين لأقصى درجات الطاعة ,يعقوب أبو الأباء يقول له أذهب وأفتقد سلامة أخوتك ,فيذهب ويبحث عنهم بجد ولا يقول له ذهبت ولم أجدهم لأ فهو يظل يبحث عنهم حتى بالرغم من أنه بيتعرض للخطر ,ويوسف النجار كان بيطيع لأقصى درجة ,ربنا يقول خذ مريم أمرأتك وقوم أهرب ,فكان بيطاوع بأقصى درجات الطاعة ,ولذلك كان يوسف فى العهد القديم كان فى يده خبز الحياة وأيضا يوسف فى العهد الجديد كان معاه خبز الحياه ,كما أعطى يوسف شبع ويرد سنين الجوع ويرد الموت اللى كان بيهدد البشر لمدة سبع سنين ,لأ ده يوسف فى العهد الجديد كان معاه مش اللى يرد الموت لسبع سنين بل الى أبد الآبدين ,فراح يوسف البار يحتفظ بالقمح فى مصر حتى يأتى الوقت وتحين الساعة التى سيوزع فيها القمح الذى بيده اللى هو شخص السيد المسيح لكى يعطى طعام لحياة العالم كله ,يعنى راح وخزن المسيح فى مصر زى ما يوسف الصديق خزن القمح فى أرض مصر ولذلك كان الذهاب لأرض مصر ليه معنى رمزى خطير جدا ,الله مدبر لحياتى وتدبيره أنه يأخذ مكانى ويأخذ نفس الظروف اللى أنا فيها ونفس الأوجاع والمتاعب والعبودية و فهو لا يدبر خارج دائرتى لكن بيدبر حياتى من جوايا ,ولذلك قد أيه هو مهم جدا لو أخذ الأنسان المسيح كمدبر لحياته أو كشخص مدبر ليه ,وهناك تقابل بين يوسف العهد القديم ويوسف العهد الجديد ,ولو أخذنا بالنا من كلمة لكى يتم ما قيل من الرب وهذا تعبير جديد وكان زمان يقول لكى يتم ما قيل بالنبى ولكن فى هذه الآية بيقول لكى يتم ما قيل من الرب بالنبى القائل وهى فى هوشع 11: 1 1 «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي. المسيح دخل أرض مصر ولكن خرج من أرض مصر ولم يمكث فيها ومعنى الخروج هذا معنى خطير جدا وكما قلنا أن الدخول معناه أنه يصير عبد أو آخذا صورة عبد لكن خرج من أرض مصر لكى يخرجنا كلنا من هذه العبودية وخرج بنداء من أبوه (من مصر دعوت أبنى) يعنى قلت له تعالى وأخرج من أرض مصر لأنه هو الذى يستطيع أخراجنا من العبوديىة اللى أحنا أستعبدنا ليها ,عبودية الذات والشهوة والخطية والخوف والناس اللى حوالينا والظروف يعنى من عبوديات كتيرة هو فقط الذى يستطيع أن يخرجنا منها ولكن بيحكى لنا القديس متى عن موقف هيرودس .
|