ولو تأملنا قليلا نرى أن تلاميذ الرب الذين رافقوه مدة خدمته لم يروا فيه إلا الملك أو المسيح الملك الذى أنتظروا أن يرد لأسرائيل سلطانهم ومجدهم كشعب مفرز لله ,ولم يدركوا أمجاده السماوية حتى بعد صعوده وحلول الروح القدس ,وأما الملائكة فمن أول ظهوره بين الناس بأعظم الضعف والأتضاع فحسبوه الواسطة الوحيدة لإعلان مجد الله وتثبيته ليس على الأرض فقط بل فى الأعالى أيضا ,فالمجد عبارة عن إظهار صفات الله وكمالاته على سبيل المثال كحكمته ومحبته وقدرته ,إذ قد أعلن كل هذا فى شخص ربنا يسوع المسيح وعمله ,طالما عاين الملائكة علامات قدرة الله وإجراء أحكامه العادلة فى الأرض ولم يروا منظرا كهذا وهذا ما قاله بولس فى رسالته لتيموثاوس الأولى 3: 16 16وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْد يعنى ربنا عرفنا بسر مشيئته كما فى الرسالة لأفسس 1: 9- 10 9إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، 10لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ ولا يخفى أننا متباطئون جدا جدا فى فهم مجد الله المعلن فى المسيح ,مع أن الحوادث الأساسية كتجسده وصلبه وموته وقيامته وصعوده قد تمت كلها وعندنا أيضاحها بالكامل فى العهد الجديد ,وأما سكان السماء فعند مشاهدتهم أبن الله متخذا صورة إنسان ففهموا حالا أن ذلك من أعظم الأفعال ولابد أن يؤول إلى مجد الله فى كل الكون وكما يقول بولس الرسول فى أفسس 4: 10 10اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضاً فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ.