ميلاد يسوع المسيح (1)
وقبل أن نتأمل فى ميلاد يسوع المسيح ,معلمنا لوقا ذكر لنا تسبحة زكريا فى الأصحاح الأول 67- 79 67وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَتَنَبَّأَ قَائِلاً: 68«مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ افْتَقَدَ وَصَنَعَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ، 69وَأَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ. 70كَمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ هُمْ مُنْذُ الدَّهْرِ، 71خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا. 72لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ،73الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا: 74أَنْ يُعْطِيَنَا إِنَّنَا بِلاَ خَوْفٍ،مُنْقَذِينَ مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِنَا، نَعْبُدُهُ 75بِقَدَاسَةٍ وَبِرٍّ قُدَّامَهُ جَمِيعَ أَيَّامِ حَيَاتِنَا. 76وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى،لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ. 77لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ،78بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ. 79لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ». أريد أن أذكر تسبحة زكريا أو نشيد البركة الذى أنشده زكريا وأنفتح فيه فمه والحقيقة هذا لم يكن مجرد تسبيح ونشيد ولكن كانت نبوة عن شخص المسيح وعن يوحنا اللى حيتقدم أمام شخص المسيح ,ولذلك لوقا بيقول أن زكريا أمتلأ بالروح القدس ونطق بالروح القدس الذى هو نفسه الذى جعل زكريا يفتكر تلك الكلمات وتلك العبارات ,وأيضا الروح القدس بنفسه هو اللى جعل لوقا يكتب هذه العبارات التى نطق بيها زكريا قائلا مبارك الرب إله أسرائيل أو نشيد البركة فهو أول ما نطق ,نطق بالبركة لربنا ولذلك لما الكنيسة بتضع هذه التسبحة فى كيهك وتقرأها لنا عايزة تقول أن النفس اللى ذاقت سر التجسد وأحست أن الأبن ولد لها لابد أن تنطق بالبركة لله ولذلك لو كل واحد فينا فعلا بيسأل نفسه هذا السؤال ياترى أنا ليا هذا الأحساس أن المسيح أتولد لى وأنا بأبارك ربنا فى حياتى أو حياتى عبارة عن سلسة من التذمرات على الله وبتقول ليه يارب بتعمل كده ..وليه يارب بتسمح بكده..وهو مافيش حد غيرى تبعت له الحاجات دى أو التجارب أو هذه الضيقات ,والحقيقة الأنسان الذى أختبر التجسد يستطيع أن ينطق بالبركة ويقول مبارك الرب إله أسرائيل إله الشعب المختار الذى أحب شعبه ,لو تأملنا فى كلمة أفتقد نجد معناها أنه زار وكلمة أفتقاد يعنى زيارة ,والحقيقة أن الله من العهد القديم من أول ما ظهر لموسى فى العليقة قال له رأيت مذلة شعبى.... فنزلت ,لحد عندهم أزورهم علشان أخلصهم وأصنع ليهم فداء وهو نفس المنظر الذى رآه زكريا الكاهن أن الله أفتقد البشرية بمعنى أنه زار البشرية نزل,تجسد ,طيب ونزل يزور البشرية ليعمل أيه آه فداءا لشعبه يعنى يصنع لشعبه الفداء والخلاص ,وبعدين فى التسبحة نجد كلمة قرن وهى معناها دائما يشير إلى القوة وقرن خلاص تعبر عن قوة الخلاص القادم الذى سيعلن من بيت داود وهو هنا بيشهد أن المسيح خارج من بيت داود وأن هذا الكلام ليس على يوحنا ولكن على المسيح لأنه هو اللى جاء من بيت داود بينما يوحنا جاء من بيت لاوى أو سبط لاوى ,وهنا الوعد اللى أخذه داود (أما من ثمرة بطنك أضع على كرسيك) والسؤال هنا ياترى لما تكلم زكريا عن الخلاص ماذا كان مفهوم زكريا عن الخلاص وخلاص من أيه؟والحقيقة الأجابة عن هذا السؤال أن زكريا كان عنده مفهوم عن نفس الخلاص اليهودى لأنهم كانوا منتظرين أن المسيح يأتى ملكا يخلصهم من الأمم والأعداء وهو أبتدأ بهذا المفهوم كأنسان يهودى ,وليس فقط هذا بل أيضا ككاهن يهودى متعتق فى اليهودية وهذا كان رجاؤهم أن المسيح يأتى ويعيد مظلة داود الساقطة ويعيد مجد وقوة وعظمة داود ويؤسس مملكة زى اللى عملها داود مرة أخرى وهذا ما كان فى ذهنه وبأستمرار نلاحظ أن الخلاص فى العهد القديم كان مرتبط بهذا الفكر ,وكان أى مخلص يظهر مثل يشوع أو زى شمشون أو زى جدعون ,كان كل شغلة المخلص فى فكرهم أنه يخلص الشعب من الأعداء ,وزكريا أبتدأ بهذا الفكر اليهودى بحسب النبوات اللى أتت من الأنبياء اللى قبل كده ,أو بداية تحقيق كل النبوات اللى كتبت فى العهد القديم كله منذ البداية والتى كانت فى أول نبوة عن الخلاص وكانت لحواء لما قال ربنا لها نسل المرأة يسحق رأس الحية وهذه هى النبوة الأولى منذ الدهر ,وهنا بيرينا مفهوم الخلاص اللى كان فى ذهن زكريا خلاص من أعدائنا ومن أيدى جميع مبغضينا وهو أطلق عليه الخلاص السياسى أو الخلاص الحكمى أو كانوا منتظرين المسيا يأتى علشان يخلصهم من الأعداء ومن الأمم اللى حواليهم وكانت بتبغضهم وفى ذلك الوقت كانت الأمة الرومانية هى التى كانت تحتل ليس اليهود فقط بل محتله كل العالم ,ولكن فى واقع الأمر حنشوف أن هذا ليس مفهوم الخلاص عند الله وليس أننا نخلص من الأعداء الجسديين ولكن نخلص من الأعداء الروحيين ,طيب مين هم الأعداء الروحيين ,الحقيقة هم 1- الشيطان 2- الخطية 3- الذات أو الأهواء والشهوات التى تحرك ذات الأنسان ,وهذا هو الخلاص اللى جاء يصنعه المسيح وليس من يد أعداء جسديين ولكن من يد الأعداء الروحيين وهم الشيطان والخطية والذات وأهوائها التى تعمل فى الأنسان ,والحقيقة أن الأثنين مرتبطين ببعض ,وعندما نقرأ العهد القديم نلاحظ متى كان شعب أسرائيل بيقع فى أيدى الأعداء؟ لما يعيش فى الخطية ويبقى تحت سلطان الشهوات والشيطان والخطية واللذات ...وكان على طول لما الشعب يقع فى الخطية كان الله يسلمهم ليد الأعداء ,أذا الأثنين مرتبطين ببعض ,ولكن كيف يخرج ربنا زكريا بالروح من مفهوم الخلاص الجسدى اللى كان بيظن فيه على مستوى الخلاص الذى صنعه ربنا على يد موسى لشعبه ويخرجهم من أرض مصر أو أرض العبودية ,وينقله إلى المفهوم الروحى ,وهذا ما سنراه ,والحقيقة لما الواحد يقرأ هذه الآية 71خَلاَصٍ مِنْ أَعْدَائِنَا وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ مُبْغِضِينَا. ويتمسك بيها قدام ربنا المفروض أنه يفرح جدا ,أنت متضايق ليه وحزين ليه وزعلان ليه ,وأيه اللى بيبغضك ,وأذا كان فى أمور بتبغضك وأمور صارت عدوة ليك فأفرح لأن الله يعطيك خلاص من جميع أعدائك ومن جميع مبغضيك ,ولكى نعرف معنى الأختبار الروحى والأنسان اللى فعلا ذاق ربنا وكما يقول الكتاب المقدس فى رومية 8: 31 31فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! ده المسيح جاء مخصوص علشان يعطينى هذا الخلاص وعلشان كده مفيش حاجة حتضايقنى ومفيش حاجة حتحزننى ومفيش حاجة حتحبطنى لأنه هو أعطانى خلاص من جميع أعدائى ومن جميع مبغضيا وحتى الخطية لأنه أعطانى الخلاص من الخطية ,ولا يسعنى إلا أن أقول أشكرك يا إلهى لأنك جعلتنى أجد الأجابة فى هذه التسبحة على كل ما يحزننى من أسقف أو قس أو أى أنسان فى كنيستى يحيد عن تعاليمك يارب ويلجأ إلى الأساليب الغير لائقة التى تعثر الكثيرين أو أى أنسان يبغض شعبك ويضطهده وأتذكر أنك صنعت وتصنع لنا خلاص من أعدائنا ومن أيدى جميع مبغضينا إلى الأبد,والحقيقة سبب الخلاص اللى بيقدمه ربنا هو رحمة ربنا ناحية الأنسان وحب الله للأنسان وليس لأستحقاق الأنسان وهو عايز يصنع رحمة ,والله أمانته تجاه وعوده اللى وعد بيها ولذلك الله يصنع ليا خلاص ليس من أجل أستحقاقى ولكن من أجل أمانته ومن أجل رحمته وحبه ,فالحب والرحمة اللى فى قلب ربنا لم ولن ينطفئوا أبدا فى يوم من الأيام بسبب معصية الأنسان أو خطيته ولذلك هذه الآية 72لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ، أيضا جميله بتورينا أن ربنا دايما عايز يذكر عهده معاك ورحمته معاك بل ربنا فعلا بيذكر , ويكمل زكريا ويقول 73الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا: ليس فقط أنه أعطانا هذا العمل أو صنع لينا هذا الخلاص وذكر العهد لكن كمان أكده بقسم أعطاه لأبونا أبراهيم وقد قال له بذاتى أقسمت يقول الرب ,يعنى ربنا أكد هذا العمل ,وبعدين نجد كلمة بلا خوف ,وكما نعلم أن العبادة اليهودية كانت قائمة على أساس خوف وهذا لاحظناه لما سمعوا صوت ربنا بيرعد والجبل بيدخن وكانت البهيمة التى تقترب من الجبل ترجم من بعيد ,يعنى كانت عبادة قائمة على الخوف ,ولكن ابتدأ زكريا ذهنه ينفتح بالروح القدس على العبادة فى العهد الجديد التى ليست عبادة الخوف أنما بلا خوف ,يعنى بلا خوف نعبده وبلا خوف ندخل معاه فى علاقة وفى محبة ,وليس فقط بلا خوف بل أيضا منقذين ,وكان زمان بتقول الآية لا يرانى الأنسان ويعيش ,يعنى ماكنش فى إنقاذ لكن الآن فى أنقاذ ,يعنى ليس فقط بلا خوف لأن المحبه تطرح الخوف إلى الخارج ,اللى مابيننا وبين ربنا هو المحبة و نستطيع أن نرى الله ونتكلم مع الله, بل أيضا وهو الأجمل أننا نأكل ربنا ونخليه جوانا ونحن منقذين لأن زمان كان مجرد الرؤية تميت الأنسان لكن الآن الأنسان بيأكل جسد ودم الله ,وبعدين زكريا بيقول بقداسة وبر ,وهنا يتضح لنا المفهوم الجديد للعبادة فى العهد الجديد أنها عبادة مبنية على قداسة وبر ,القداسة نتيحة الشركة ما بيننا وبين الروح القدس الذى يقدسنا ويطهرنا ,والبر يعنى نتيجة بر المسيح وليست أعمال صالحة الأنسان بيعملها لأن العهد القديم كله كان قائم على البر الذاتى فالفريسى يقف قدام ربنا ويقول له أنا بأصوم مرتين فى الأسبوع وبأعشر أموالى وبأعمل وبأعمل وبأعمل .. لكن بر العهد الجديد ليس قائم على بر الأنسان أو أعماله لكن قائم على بر المسيح الذى يعطيه لنا ,ولذلك فى العهد القديم كان الكتبة والفريسيين يبدون كقبور مبيضة من الخارج من حيث المظهر ولكن من الداخل مليان نجاسة وأختطاف وعبادة أموال يعنى مظهرية ,لكن عبادة العهد الجديد قائمة على القداسة ,وهذه القداسة شىء داخلى من داخل الأنسان نتيجة تطهير الروح القدس للنفس وعمل الروح القدس فى النفس ولذلك بيضع شرطين وهما قداسة وهى شىء داخلى داخل الأنسان نتيجة عمل الروح القدس وبر وهو شىء ظاهرى بيظهر خارج الأنسان ليس نتيجة أعمال الأنسان لكن نتيجة بر المسيح ,وهنا الروح القدس كشف لزكريا عن العبادة فى العهد الجديد والفرق بينها وبين العبادة فى العهد القديم ,وزكريا أبتدأ بفكر يهودى عن الخلاص وعن العبادة ولكن نرى كيف أن الروح يقوده إلى الفكر المسيحى بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا ,وأصبح كل واحد فينا يترائى أمام الله لأنه زمان فى العهد القديم كان الكاهن فقط هو الذى يستطيع أن يترائى أمام الله ,ولكن الآن كلنا أمام الله فى حضرة الله وهو عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا ولذلك أطلق علينا فى العهد الجديد ملوك وكهنة ,وبعدين تيجى عبارة جميع أيام حياتنا ,لأن زمان كانوا يتراءوا فى المواسم والأعياد أو فى أيام السبت ,لكن صار زمن الأنسان كله زمن شركة بينه وبين المسيح وحضور المسيح فى حياة الأنسان الدائم وهذا ما نطلق عليه الأبدية ,ولذلك ترائينا أمام الله ليس فقط يوم الأحد ولا اليوم اللى بنيجى فيه القداس ,لكن كل لحظة بنعيشها بنعيشها فى حضور ربنا ونعبده بقداسة وبر كل أيام حياتنا وهذه كانت النبوة عن شخص المسيح اللى مازال فى بطن العذراء وهو هنا تكلم عن الموعود به وصاحب القسم والآن أبتدأ يلتفت إلى الذى ولد فعلا لكى ما يعد الطريق للشخص الموعود به ,قال وانت أيها الصبى يعنى بدأ ينظر لأبنه ويتكلم عنه وقاله الشخص الموعود هو أبن العلى أما أنت تكون نبى العلى تدعى لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه ,يعنى دور يوحنا أنه يتقدم أمام المسيح لكى ما يهىء الطريق أمام المسيح لتعطى شعبه معرفة الخلاص لمغفرة خطاياهم ,وبهذه الآية أكتمل مظهر الخلاص فى العهد الجديد ,وكما قلنا أن مفهوم الخلاص فى الفكر اليهودى هو مجرد الخلاص من الأعداء والمبغضين لكن هنا بيعطينا المفهوم الجديد للخلاص أن الخلاص بيساوى مغفرة الخطايا ,وهنا لأول مرة بينفتح العهد الجديد و تقدمة المسيحية أن الخلاص ليس مجرد الخلاص من الأعداء ,ولكن الخلاص الحقيقى هو غفران الخطية ,المقابلة اللطيفة أن عمل يوحنا وكيفية أعداده الطريق أمام المسيح هى أنه يجعل الناس تتوب وقام بتعميدهم بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا ,وهنا أبتدأ المفهوم الجديد للخلاص يظهر أن الخلاص هو بغفران الخطية ,وأنه لاشىء يستطيع أن يذل الأنسان ولا يوجد شىء يربط الأنسان أو شى يضيعه إلا الخطية ,وليست شوية ناس بيتآمروا أو شوية ناس بيضايقوا أو شوية تصرفات بتحصل فى حياة الأنسان ,لكن الشىءالوحيد اللى بيتعب الأنسان والأنسان محتاج إلى خلاص منه هو الخطية ,وللأسف لو كل واحد فينا مكث يفكر فى حياته ويشوف الحاجات اللى بتنغص عليه عيشته ومتاعبه سواء زوجته أو زوجها أو ناس معينين مستقصدينه فى الشغل أو فى الكنيسة أو جيرانه أو واحد ظالمه فى الميراث أو خلافات أو خناقات ويفتكر أن حياته مره بسبب شوية الناس والمشاكل الموجودة فى حياته ,لكن فى واقع الأمر أن مرارة الحياة ,وانت محتاج الخلاص مش من الناس ولكن من الخطية الموجودة بداخلك يعنى مشكلتك ومشكلتى مش فى الناس لكن هى فينا فى الخطية المتربصة جوانا وعلشان كده معنى التجسد أن المسيح تجسد لخلاصى وأنه جاء لأجل مغفرة خطاياى وهذا هو المفهوم الجديد اللى لازم تدركه ولازم تعيشه وإلا حيكون ميلاد المسيح بالنسبة لك لا يساوى أى شىء لأنك رحت الكنيسة وحضرت العشية وصمت الميلاد ولبست لبس جديد فى العيد وجاملت الناس وأكلت وشربت وأتفسحت لكن مازالت الخطية مسيطرة جوه يبقى أنت معرفتش ميلاد المسيح يبقى يوحنا حايتكلم عن المفهوم الجديد للخلاص لمغفرة الخطايا والمسيح هو اللى حايحقق هذا المفهوم الجديد للخلاص فى حياة البشرأو الخلاص العظيم اللى حايقدمه المسيح بسر الفداء , وبعدين زكريا بيقول 78بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا الَّتِي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ. ولو أخدنا بالنا من الربط الجميل هنا أن هذا الخلاص لغفران الخطايا سيتم بأحشاء رحمة إلهنا ,طيب هو ربنا ليه أحشاء ,طيب يعنى أيه أحشاء؟الأحشاء هى الأعضاء الداخلية ,القلب والرئتين والكليتين والطحال و.... دى بيسموها الأحشاء ,وكان فى العهد القدبم كانت الأحشاء بأستمرار من نصيب ربنا وتحرق على المذبح ,أذا كلمة أحشاء بتساوى على طول ذبيحة ,وكأن مغفرة الخطايا والخلاص لمغفرة الخطايا مش حايتم إلا بذبيحة إلهنا ,وعلى طول نسأل ونجاوب مين هو أحشاء رحمة الله هو المسيح وعلشان كده هذا الخلاص بواسطة هذه الذبيحة التى تقدم وهى الذبيحة الإلهية وليست الذبيحة الحيوانية ,وكما قلنا من قبل أفتقدنا يعنى زارنا ,نزل لحد عندنا ,تجسد من أجلنا ,ومن كلمة المشرق من العلاء نجد أنهم وجدوا دلائل كثيرة دلت على ذلك ومنها أن نجم ظهر فى المشرق كالشمس لما تشرق من ناحية المشارق ,والمشرق من العلاء يعنى هذا هو النور اللى جاء ليضىء علينا كلنا لكى يقدم لنا هذا الخلاص وبعدين قال 79لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ». الناس اللى عايشة فى الظلام وأحبت الظلام واللى بتدمر كنيستها وبهدلتها وحبستها وهو كل أنسان عايش فى الظلمة هو أنسان عايش فى الخطية وهنا على طول فى وعى روحى نبوى وزكريا يستلهم نبوات العهد القديم كلها أن المسيح حاييجى علشان ينور كنور حقيقى للناس اللى عاشت فى الظلمة وهى الناس اللى عايشة فى العالم فى الظلام وظلال الموت أى الناس اللى ماتوا ونزلوا فى الجحيم لأن الجحيم أيضا ظلمة ولو رحنا لسفر أشعياء نشوف النبوة الجميله اللى أخذها زكريا وأتكلم فيها 9: 1- 2 1 وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. 2اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. وسالك يعنى عايش فى الظلمة وجاله نور عظيم لما المسيح تجسد ,والجالسون فى أرض ظلال الموت هم اللى ماتوا وأستقروا فى أعماق الجحيم وأيضا لو رحنا لأشعياء 42: 6- 7 6أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ بِالْبِرِّ فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْداً لِلشَّعْبِ وَنُوراً لِلأُمَمِ 7لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ. طيب أيه هو بيت السجن هذا؟ طبعا الجحيم ,فهنا أشرق النور العظيم المشرق من العلاء لكى يبدد هذه الظلمة وبعدين يقول لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ». الواحد اللى ماشى فى النور بيعرف أين يضع قدميه ,لكن اللى ماشى فى الظلام لا يعرف أين توضع قدميه وممكن يقع فى حفرة ,ولذلك النور يعطى الأنسان سلام وسلامة , وهنا المسيح النور المشرق من العلاء جاء علشان يقود النسان ويهدى خطوات الأنسان لطريق السلام ,ولذلك سنرى أن أول كلمة أتقالت وأعلنت لبشرية عند ميلاد المسيح (المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ) يعنى السلام هنا تحقق فى العالم , فقيادة النور لينا تقودنا فى مسيرة السلام .
|