القديسة مارينا (الراهب مارينوس) راهبة قنّوبين وادي القديسين وشفيعة المظلومين

[walaa farouk]

القديسة مارينا (الراهب مارينوس)
راهبة قنّوبين وادي القديسين وشفيعة المظلومين
Saint Marina/Marinos the Monk
(عيدها 18 يوليو)


💐الميلاد والنشأة:
وُلدت "مارينا" في القلَمون بشمال لبنان في القرن الخامس الميلادي،
هي ابنة لأبوين مسيحيين ثريين، والدها أوﭼنيوس تقيّاً، ولما توفيت والدتها
بينما كانت مارينا في طفولتها المبكرة، زهد والدها في الدنيا
، وعند بلوغها سن الزواج، تعشَّم الوالد في تزويجها ليطمئن عليها
ويتفرغ للإعتزال في دير قنّوبين، بوادي قديشا، بلبنان.
عندما علمت مارينا بخطة والدها، رفضت الزواج وأعربت عن رغبتها في الترهب مثل أبيها،
وقد رأى والدها عزم ابنته القوي، فتبرع بكل ممتلكاته للفقراء،
وسافر مع مارينا إلى وادي قاديشا ليعيشوا في حياة المجتمع بسبب وجود دير بالمدينة للفتايات
، فقد اصطحبها بعد أن حلقت شعرها، وارتدت زي الرجال إلى دير قنوبين،
على أساس أنها شاب يُدعى "مارينوس"،
ولم ينكشف سرّها برغم نعومة صوتها الذي أرجعه الرهبان الآخرون إلى إحتمالية ضعفه
بسبب طول فترات الصلاة والتسبيح.

💐بداية محنة التعرُّض للظُلم:

بعد عشر سنوات من الصلاة والصوم والعبادة معاً، والتشارك في قلاية واحدة،
مات أوﭼنيوس. فأصبحت مارينا أكثر تقشفًا واستمرت في إخفاء جنسها.
وفي أحد الأيام، أرسلها رئيس الدير مع ثلاثة رهبان آخرين لحضور بعض الأعمال الخاصة بالدير.
ونظراً لأن الرحلة كانت طويلة، فقد أُجبروا على قضاء الليل في نُزُل.
كما سكن هناك جندي من الجبهة الرومانية الشرقية.
ولدى رؤية جمال ابنة حارس الفندق، التي كانت تعمل هناك،
أغراها الجندي ودنس عُذريتها، ولما طلبت إليه الزواج منها بسبب حملها،
أمرها بالقول: ((إن الراهب الشاب، الأخ مارينوس، هو من فعل ذلك بي)).
عند سماع القصة، توجه الرجل الغاضب بشراسة إلى رئيس الدير،
ليشكو له. فهدأ رئيس الدير الرجل وأخبره أنه سينظر في الأمر.
وبدوره دعا رئيس الدير الأخ مارينوس ووبخه بشدّة.
عندما أدركت "مارينوس" ما يحدث، فضلت الاعتراف بذنب لم تقترفه،
وطلب الغفران عن الاعتراف بحقيقة جنسها حتى تبرّأ ساحتها.
وبالفعل ظلّت تطلب الصفح من رئيس الدير، إلا أنه حكم بأن يغادر الراهب مارينوس الدير بلا رجعة.
غادرت مارينوس الدير لكنها ظلّت جالسة عند بابه لسنوات،
تتسول العودة إليه، وعندما وضعت ابنة حارس النُزُل طفلها،
أخذته وأعطته لمارينوس، فظلّت مارينوس تربيه حاملةً عار لا يخصّها،
وطفل لم تتسبب في ميلاده.
أطعمت الطفل بحليب الأغنام الذي وفره لها الرعاة المحليون،
وظلت ترعاه خارج الدير لمدة عشر سنوات، مع أمل بالعودة إلى الدير يوماً ما.
وأخيراً أقنع الرهبان رئيس الدير بالسماح لمارينوس بالعودة، بسبب ندمه
وإصراره على الرغبة في الحياة الديرية طيلة هذه السنوات
، لكن رئيس الدير اشترط على مارينوس تنفيذ كفارات وتدريبات روحية قاسية لتهذيب الجسد.
فأسند إليه أعمال الطبخ والتنظيف وجلب المياه للدير من مناطق بعيدة،
بالإضافة إلى واجبات الشركة الرهبانية وكذلك تربية الطفل. أطاعت مارينوس رئيس الدير
وأدّت كل هذه الواجبات بتفانٍ واتضاع، رغم كونها مُنهكة لها بدنياً. فنالت رضا كل من بالدير.
💐الوفاة والقداسة:
بعمر الأربعين، مرضت مارينوس، وبعد ثلاثة أيام توفيت بعطر القداسة.
فأمر رئيس الدير بتنظيف جسد الراهب التائب وتغيير ملابسه ونقلها إلى الكنيسة
لأداء صلاة الجنازة. ليتفاجأ الرهبان أثناء قيامهم بهذه المهام
، أن الأخ مارينوس هو في الحقيقة إمرأة، هذا جعلهم في حزن أكبر بسبب سوء ظنّهم به
وتصديقهم لافتراء ابنة حارس النُزُل، وقد عَجِبوا بالأكثر
لمستوى قداسة هذه الفتاة التي كان بإمكانها تبرئة ساحتها بتعريف رئيس الدير كونها أنثى
، وبذلك تخرج من الدير بدون عار الزنا، لكنها فضلت أن تتوب وتتألم
عن ذنب لم تقترفه على أمل العودة للدير، عن أن تنال التبرأة ولكن تضطر للحياة خارج الدير للأبد.
أُبلغ الرهبان رئيس الدير بما اكتشفوه، الذي جاء بدوره إلى جانب مارينا
وبكى بمرارة بسبب قسوته عليها. ثم دعا حارس النُزُل وأخبره أن مارينا كانت امرأة،
ظلّ يذهب حارس الفندق فيما بعد إلى حيث يرقد الجسد
وبكى أيضاً على الألم والمعاناة التي جلبها ظلماً على مارينا البريئة.
وأثناء صلاة الجنازة، قيل إن أحد الرهبان، الذي كان كفيفاً،
استعاد بصره مرة أخرى بمجرد اقترابه من الجثمان.
تعيد لها الكنيسة الجامعة يوم 17 و 18 يونيو، هي شفيعة المظلومين،
والمُفترىَ عليهم.
شهادة حياتها وبركة شفاعتها، فلتكن معنا. آمين

.