عاش في القرن السادس الميلادي، وكان معاصرًا للبابا دميانوس البطريرك الخامس والثلاثين. كان من أسرة كهنوتية عريقة كما كان وحيد أبويه، فلما توفّيا بنى بمالهما كنيسة ومضيفة للغرباء والمساكين، وكان يتولى خدمتهم بنفسه. وحدث ذات يوم أن جاء إلى المضيفة راهب كان قد حضر إلى المدينة ليبيع السلال التي جدلها الرهبان، وأخذ يتحدث عن روعة الرهبنة وجلالها، فكان لكلامه في نفس يوأنس أثر دفعه إلى أن يوزع أمواله على المساكين ويذهب إلى البرية إلى الدير الذي يرأسه الأنبا دانيال قمص شيهيت، وهناك توَّحد بعد أن قضى بضع سنين في الدير. أسقف البرلس:
ألهم الروح القدس كهنة البرلس وشعبها أن ينتخبوا هذا القديس أسقفًا لهم. فما أن اعتلى كرسي الأسقفية حتى جاهد الجهاد الحسن في اقتلاع الزوان من بين الحنطة. فقد حدث في أيامه أن ادعى راهب من أهل الصعيد أن الملاك ميخائيل يوعز إليه بكل التعاليم التي ينادي بها والتي كانت غريبة عن الكنيسة، فضلل بعض السذج بهذا الادعاء. فلم يجد الأسقف يوأنس بدًا من أن يضع حدًا لهذا التضليل، فنشر رسالة ضمنها التعليم الأرثوذكسي، ثم جرّد هذا الراهب المبتدع من إسكيم الرهبنة. رؤى سماوية:
مما يؤثر عن هذا الأسقف أنه في كل مرة يرفع الذبيحة الإلهية يؤخذ بها إلى حد أن نورًا سماويًا كان يشع من وجهه ويراه الشعب حين ينتهي من القداس فيبهر أنظاره. قراءة السنكسار:
كتب هذا الأسقف العالِم كثيرًا من سير الشهداء والآباء والمعترفين، وأمر بقراءتها في الكنائس لتعليم الشعب، وبهذه الوسيلة وضع للكنيسة التقليد المعمول به للآن والذي يقضي بقراءة السنكسار كلما أقيمت شعائر القداس الإلهي. نياحته:
بعد أن قضى السنين الطوال في الجهاد والتعليم أراد الله أن يريحه من مشاق هذا العالم فرأى في رؤيا الليل الأنبا أنطونيوس والأنبا مقاريوس ينبئانه بقرب انضمامه إلى كنيسة الأبكار، فجمع شعبه وحثه على المحبة المتبادلة والتمسك بالإيمان الأرثوذكسي حتى النفس الأخير ثم رقد بسلام.