12وَلَكِنِ الآنَ يَقُولُ الرَّبُّ: «ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ». 13وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لأَنَّهُ رَأُوفٌ رَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ. فى صيامك مزق قلبك ولا ثيابك , أو 2- صوم للتهيأة لإعلان إلهى ,كإستلام موسى للوصايا فصام أربعين يوما ليعد لإستلام الشريعة وربنا يعلن له إرادته لذلك كان موسى بيصوم , وإيليا النبى نفس الوضع , ونستخلص من هذا أن الصوم فى العهد القديم كان إما دلالة على توبة جماعية للشعب , وإما الإستعداد لإعلان إلهى فالإنسان بيستعد علشان يستلم حاجة من ربنا , وهذا كان الهدف من الصوم , ولذلك كنا نشوف أعمال التذلل وهى لبس مسوح ورماد علشان يقولوا لربنا أن أحنا تايبين وراجعين لك وعايزين إن إحنا نعيش ليك , لكن اللى حصل بالنسبة لليهود أنهم بالرغم من أنهم صاموا الإثنين والخميس لكن أيضا عملوا أسواقهم يوم الإثنين والخميس ! يعنى سوق بيبيعوا ويشتروا فيه , وفى سوق أسمه سوق الإثنين وسوق إسمه سوق الخميس , ففى هذه الأسواق كانت كل الناس بتشترك بمعنى اللى عايز يروح يشترى واللى عايز يروح يبيع , فكان فى مظهرية فكانوا يعبسوا وجوههم علشان يقول أى واحد منهم أن أنا صايم والعلامات على كده أنه مثلا ماكانش يدهن رأسه وما يغسلش وجهه علشان يظهر للناس أن هو صايم , وهذا المقصود من عبارة السيد المسيح لكى يظهروا للناس أنهم صائمين والحق أقول لكم أنهم قد أستوفوا أجرهم , وهنا كقانون حلو السيد المسيح عايز يعلمهولنا فى ممارساتنا الروحية سواء فى الصدقة أو فى الصلاة أو فى الصوم أو فى أى ممارسة روحية أخرى أنا بأعملها هو عايز يقول لينا حاجة مهمة جدا , إذا كنت بتصلى أو بتصوم أو بتحضر إجتماع أو بتخدم أو بتعطى أو أى حاجة تانية , بيقول إن الممارسة الروحية ليست بر فى حد ذاتها , يعنى من الآخر لن تحسب لك برا ! , أصل ساعات الإنسان بيفتكر لما حأصلى كثيرا ربنا حايحسب لى بر كثيرا , ولما حأصوم كثيرا ربنا يحسب لى بر كثيرا , ولما حأعطى كثيرا ربنا حايحسب لى بر كثيرا , الحقيقة لأ , مش عندنا ده لأن الممارسات الروحية لا تعطى الإنسان بر على الإطلاق , وإذا كان فى الأديان الأخرى تعطى زكاة أو تصوم كام يوم وكام ساعة فيتحسب ليك بر وبعدين فى الآخر الحسنات تذهبن السيئات , لأ المسيحية ليست هكذا إطلاقا , لأنه لا يوجد بر يمحى الخطية وإن عملت كل الممارسات على أساس أنه يتحسب ليك بر فمش حا يتحسب لأن مالناش بر إلا بر السيد المسيح , لكن كل الممارسات الروحية سواء صوم وصلاة وحضور إجتماعات أو أى حاجة تانية هدفها حاجة واحدة فقط أن أنا أصل إلى السيد المسيح شخصيا ومش إنى آخذ بر , يعنى هدفها إنى أعيش مع ربنا فيكون لى بر ربنا لأن أنا ماليش بر تانى غير بر السيد المسيح ومش عايز أى بر تانى إلا بر السيد المسيح , لأن برى الذاتى لن ينفعنى بأى حاجة , وناخد بالنا أن الكلام ده خطير جدا أن هناك فرق بين المسيحية وبين الأديان الأخرى وهى أن الممارسات الروحية لا تحسب للأنسان برا مهما حضرت إجتماعات ومهما صليت ومهما قمت بصيامات فلن تحسب لك برا , لكن كل الحاجات دى ينبغى إنها تقودك إلى بر السيد المسيح وتوصلك إليه , وصدقونى لو ماكانش هذا الهدف واضح من ممارساتنا الروحية حاتحصل شوية مشاكل مش كويسة وهى أن أى ممارسة روحية ستتحول إلى هدف فى حد ذاتها , وبدلا من أن تكون الممارسة الروحية وسيلة تقودنى إلى السيد المسيح , ستتحول الممارسة الروحية لو أنا بأمارسها غلط إلى هدف فى حد ذاتها , يعنى الصوم يتحول إلى هدف فى حد ذاته بالرغم من أن الصوم كان دليل على التوبة الحقيقية للإنسان , فالخطورة هنا 1- إن الأنسان يكتفى بالصوم ولا يصل إلى التوبة التى ستقوده إلى الله , وستتحول الممارسة إلى هدف بدلا من أن تكون هى وسيلة , 2- لو أنا بأمارس بدون الهدف اللى يوصلنى لشخص السيد المسيح ستصبح الممارسة وسيلة لتمجيد الذات أو لبر الذات , يعنى بأصوم علشان أظهر للناس صائما فيمدحونى أو علشان أنا أمدح نفسى فى عينين نفسى وعلشان أشعر أن أنا كويس , وهذا بالضبط إللى قاله الفريسى لما وقف يقول لربنا كده أشكرك لأنى أصوم لك مرتين فى الأسبوع , يعنى صومه ده بيعكس أنه حاسس بكيانه وهنا الخطورة إن الممارسة الروحية تتحول إلى ممارسة لتمجيد الذات أو تعطى الإنسان إحساس أو شعور بالإطمئنان أن هو كويس بينما الممارسة الروحية ليس هذا هو هدفها أصلا اللى هو أنها توصلنا للسيد المسيح وإلى بر السيد المسيح , علشان كده كل ممارسة روحية أنا بأعملها لازم آخذ بالى إذا كنت أمارسها صح أو لأ , لأننا ياما بنضيع بر السيد المسيح المعد لينا بسبب ممارستنا للأمور الروحية بمفهوم خاطىء ’ فإما بنحولها لهدف فى حد ذاتها أو أن أحنا بنحولها إلى تمجيد للذات , يعنى واحد زعل قوى بعد ما أتناول ومارس سر التناول أن أبونا مرضيش يسقيه من المياة اللى فى الصينية وقال له لأ المياة اللى فى الصينية دى للشمامسة , فصاحبنا إتقهر قوى , وأنا بأسأله طيب أنت عايز تشرب المياة اللى فى الصينية ليه ؟ هل حاتزيد البركة يعنى ؟ يا أخى إذا كنت أنت أخذت السيد المسيح جواك يعنى جسد ودم السيد المسيح جواك طيب عايز تشرب من المياة مطرح الصينية ليه ؟ لأن مياة الصينية دى حاجة لغسيل الصينية وكمان تزعل جدا وتحزن , طبعا أصل هنا الذات لم تشبع ! يعنى مارست ممارسة لكن ممارسة خاطئة ولم يكن الهدف إن يصل إلى بر السيد المسيح , لأن هذا الإنسان لو هدفه أن هو عايز السيد المسيح كان خلاص أكتفى , وأيضا كنت بأشوف واحدة تصر أن أبونا يضع الصينية على رأسها ! طبعا ما هى ممارسة , طيب يحط الصينية على رأسك ليه ده أنتى أخذتى المسيح جواكى , يبقى عايزة الصينية على رأسك ليه؟ بركة زيادة يعنى , يا أختى ماهياش بالكيلة يعنى لأن هذه الممارسة خاطئة , طيب عايزة تقولى أن السيد المسيح فوق رأسك , طيب لكن السيد المسيح فوق رأسك مش بالصينية , فالمسيح يكون فوق رأسك لما تخضعى لكلامه وتطاوعى , فلما الممارسة تتحول إلى هدف أو الممارسة تتحول إلى تمجيد للذات أو الممارسة تتحول إلى عادة ! يعنى بدل ما الممارسة الروحية يبقى هدفها أننا نصل للسيد المسيح أصبحت مجرد عادة أهو أدينا بنصوم لإننا أتعودنا أن أحنا نصوم , ونحضر إجتماع لأننا أتعودنا أننا نحضر إجتماع وهنا هى الخطورة اللى السيد المسيح بيصر عليها أوعى تحول الممارسات الروحية إلى هدف فى حد ذاتها أو أنك تحولها لتمجيد ذاتك , أو أنك تحولها إلى عادة , لكن الممارسة الروحية المفروض أنها تقودك إلى بر السيد المسيح , لذلك مهم جدا أننا نراجع نفسينا وأحنا بنمارس أى ممارسة روحية , وأيه الهدف منها ؟ فالسيد المسيح بيقول لهم أن ما يكونش هدفك من الصيام أنك تظهر للناس أو تتمجد فى ذاتك أو تشعر أنك كويس .
|