لمّا كان الأب أندراز يحتفل بالذبيحة الإلهية غَمَرَ حضور الله نفسي، التي اجْتُذِبَتْ نحو المذبح. فرأيتُ أمّ الله مع الطفل يسوع. كان يسوع يتمسّكُ بيد العذراء. بعد قليل ركض الطفل يسوع بفرح نحو وسط المذبح فقالت لي أمّ الله: «أنظري بأية ثقة، أستودِعُ يسوع بين يديه، هكذا يجب أن تستودعي نفسَكِ وتكوني كطفلة له».
بعد هذه الكلمات امتلأت نفسي بثقة نادرة. كانت أمّ الله ترتدي ثوباً أبيض، ناصع البياض، شفَّافاً وعلى كتفيها معطف أزرق شفّاف، أو بالأحرى، يميلُ إلى لون الأزرق ورأسها مكشوف، وشعرها منساب. بدَتْ رائعة و بجمال لا يوصف. كانت تنظر إلى الكاهن بحنان، ولكن بعد حين، كَسَرَ الكاهن الطفل يسوع، وسال منه دمٌ حيّ. فانحنى وضمّ إليه يسوع الحقيقي الحيّ. هل أكَلَهُ؟ لا أعلم ماذا حصل. يا يسوع، يا يسوع، لا أستطيعُ أن أفهمَكَ، بلحظة تصبح غير مدرك.