"قبل أن أتواضع (أذلل) أنا تكاسلت، فلهذا حفظت أنا كلامك" [67].
كثيرون يتذللون أثناء الضيق فيعرفون أنفسهم، ويدركون ضعفهم، ويتضعون أمام الله، ويمارسون عبادته بإخلاص وفي جدية. وربما بغير الضيق ما كانوا يتمتعون بهذا كله. لقد اختبر داود النبي نفسه ذلك، ففي فترات ضيقه كان ملتصقًا جدًا بالله، وكان قلبه أيقونة حيَّة لقلب الله. أما وقد بنى له قصرًا وترك قيادة المعركة لغيره وتمشى على السطح انحرف إلى سلسلة من الخطايا وكاد يهلك لو لم يُرسل له الله ناثان النبي لإيقاظه، ثم لحقته المتاعب والضيقات بلا توقف.